قضيّة الحسين (ع) إسلاميّة لا مذهبيّة
العلامة المرجع #السيدمحمدحسينفضلالله
لأنّ كلّ طروحات الإمام الحسين (ع) كانت إسلامية، يعني عندما يقول: “إنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً، وإنّما خرجت في طلب الإصلاح في أمّة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة أبي وجدي، فمن قبلني بقبول الحقّ، فالله أولى بالحقّ، ومن ردّ عليّ أصبر حتى يحكم الله، وهو خير الحاكمين” ؛ “لا والله، لا أعطيكم بيدي إعطاء الذّليل، ولا أقرّ لكم إقرار العبيد” ، “ألا وإنَّ الدّعيّ ابن الدّعيّ، قد ركز بين اثنتين، بين السلّة والذلّة، وهيهات منّا الذلة! يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون، وحجور طابت وطهرت، وأنوف حميّة، ونفوس أبيّة، من أن تؤثر طاعة اللّئام على مصارع الكرام” .
هذا كلّه مفاهيم إسلاميّة، وهي كلمات يريد أن يعبِّر عنها الإمام الحسين (ع) في برنامجه الاجتماعي، وكذلك الإصلاح في أمَّة جدّه.
فلذلك نقول: إن عاشوراء إسلامية، وليست مذهبيةً بالمعنى الذاتي العدواني المتعصّب، ونحن نعرف أن المسلمين السنّة لا يقدّسون يزيد وابن زياد، وهما لا يمثّلان السُنّة في هذا المقام، ولو أنّ بعض أبناء السنّة يحاول أن يبرّئ يزيد، ولكن الجوَّ العام ليس كذلك.
ولذلك، علينا عندما نطرح عاشوراء إسلاميّة، أن نطرح شعارات الحسين (ع)، وقبل شعارات الحسين (ع)، نطرح شخصيّة الإمام الحسين (ع)، لأن لا إشكال في أنّ كلّ المسلمين ـ سُنّةً وشيعةً ـ يقدّرون الإمام الحسين (ع) ويقدّسونه، ويروون عن الرسول (ص) أحاديث كثيرة في هذا المجال: “الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنة” ، “أحبّ الله من أحبّ حسيناً” ، “حسين منّي وأنا من حسين” … وهي أحاديث يرويها السنّة، وموجودة في كتبهم، كما نرويها نحن. أي أن نقدّم الحسين (ع) في الصورة الإسلاميّة، وأن نجعل كلّ احتفالات عاشوراء احتفالات إسلاميّة ثقافيّة ننفتح فيها على الإسلام والمسلمين وعلى الوحدة الإسلاميّة في مواجهة التحدّيات التي تتحدَّى المسلمين من خلال المستكبرين.
- من كتاب “النّدوة”، ج 14.