إنّ كثيراً من المشاكل التي تقود إلى التحاقد وإلى التقاتل والتنازع، إنّما تنطلق من موقف غضب لا يملك فيه الإنسان وضوح الرّؤية، ولا يملك فيه العقل، فيؤدّي ذلك إلى ما يؤدّي من الفتن الكثيرة التي تحرق الأخضر واليابس.
لهذا، لا بدَّ لنا من أن ندرس مسألة الغضب وتربية النّفس على أساس أن لا يغضب الإنسان، وإذا غضب، فلا بدَّ أن يربّي نفسه على أن يهدِّئ غضبه، وعلى أن يحرِّك غضبه في طريقٍ لا يغضب الله، وعلى أن يعطي غضبه جرعةً من العقل.
ربّما نغضب من أوضاعنا الاقتصاديّة وأوضاعنا الاجتماعيّة، صعب أن يملك الإنسان غضبه بسهولة، لكن بمجرّد أن تغضب، حاول أن تعطي غضبك جرعةً من عقل أو جرعةً من إيمان. في بعض الأحاديث، أنَّ الإنسان إذا غضب فعليه أن يذكر ربّه، وإذا كان واقفاً عليه أن يجلس، عندما تقعد تبرد أعصابك قليلاً.
وهكذا، ابحث لنفسك في حال غضبك عمّا يمكن أن يبرّد غضبك، أو ينهي حالتك العصبية، حتّى تستمرَّ حياتنا، وحتى نستطيع أن نملك أمرنا.
- من كتاب “الجمعة منبر ومحراب”.