“زواج الفيزا” مصلحة تسهّل حياتك الإجتماعيّة.. ولكن!
تنتشر في أيامنا ظاهرة زواج اللبنانيين من أجانب . يعود ذلك لأسباب عدّة كهجرة الشباب مثلا الى الخارج ، نظرا للأحوال الاقتصادية الرّديئة او طلبا للعلم حيث يستقرّون ويتعرّفون على شريكة حياتهم ويتزوّجون ويكون الحب جامعا للطرفين. من جهة أخرى، قد يتحوّل الزواج من مشروع بناء عائلة واستقرار الى مجرد فرصة للحصول على تأشيرة دخول الى بلد أجنبي و الهرب من الوضع المعيشي الصعب في لبنان .
يطمح عدد كبير من الشبان إلى تحقيق حلم العيش خارج بلادهم والحصول على جنسيّة بلد معيّن، فيلجأون لـ”زواج الفيزا”، أي زواج المصلحة القائم على العقل والخالي من المشاعر العاطفيّة. فيقترن الشّاب اللبناني بفتاة أجنبية لدوافع شخصية و مصالح معيّنة كالحصول على جنسية زوجته ممّا يسهل حياته الإجتماعيّة والعمليّة.
وفي السياق ذاته، تختلف وجهات نظر اللّبنانيين حيال الزواج من أجنبية، فمنهم من يؤيّد العلاقة المختلطة ومنهم من يرفضها بناء على تجربة فاشلة.
يشير “رافي” الى أنه لا ينصح أحد بالزواج من غير جنسيّته، مؤكدا على رفضه الزواج من امرأة تحمل جنسية مختلفة مهما كان مركزها او ما تملكه من ثروة، فكلّ هذه الاشياء لا تهمّه و لا تفيد. كما اوضح انّ اختلاف الثقافات بين البلدان يخلق حالة من التنافر الفكري بين الافراد. لذلك يعتبر “رافي” أنّ التفاهم أساس العلاقة لأن الزواج مشروع اجتماعي يقوم على الانسجام بين الطرفين.
و جاء رأيه بناء على تجربته الخاصة مع الفتاة الاوكرانية التي تعرّف عليها في أحد الملاهي الليليّة وتزوّجها بعد فترة أسكنها في منزل أهله وانجب منها طفلة. وقد واجه مشاكل عدّة مع زوجته التي كانت تعتدي على أهله دون أيّ سبب.
وإضافة إلى كونه شرقيّ، لم يتقبّل تصرّفاتها المتحرّرة وهي أيضا كانت تعتبره رجعيّا في تفكيره ، فانتهت العلاقة بالطلاق .
هذه التجربة غيّرت رأي “رافي” وبات يعتبر انّ الارتباط من أجنبية يفرض على الرجل التخلّي عن بعض العادات ويخلق مشاكل عدّة.من جهة أخرى،هناك فئة ترى أنّ الزّواج المختلط له إيجابياته من حيث تبادل الثقافات وولادة حبّ المعرفة لدى الاولاد و قوة شخصيتهم.
وأخيرا زواج اللبناني من أجنبية قد يخلق مشاكل بين الزوجين، ومن ناحية أخرى قد يكون ناجحا ، خاصة إذا كان قائما على الحبّ وخال من المصالح الشخصيّة. لكن يبقى السؤال هل هو نعمة أم نقمة؟
سينتيا الخوري
المصدر: للنشر
شاهد أيضاً
في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)
قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …