تعود في هذه الأيام علينا ذكرى التحرير المجيدة والتي أشرقت فينا في ال٢٥ من أيار عام ٢٠٠٠.
هي مناسبة لا ترقى إليها إلا الأحداث العظيمة التي تغير مسار التاريخ وحياة الشعوب والتي كان لها الأثر الكبير على حياتنا نحن شيعة جبل عامل الأشم.
مسار الأحداث منذ العام ١٩٤٨ في لبنان والجنوب ما كان ليوصل الا لنتيجة واحدة تضم فيها اسرائيل أجزاء من جنوب لبنان وخاصة تلك التي تحوي منابع ومجاري الأنهار. على أن تقيم فيها المستعمرات تماماً كما حصل بالنسبة لفلسطين.
وان كنّا لا نريد أن نبخس الجيوش العربية وحركات المقاومة التقليدية أياً من صدق مقاصدها و حسن نواياها الا أننا ومن خلال التجربة الفلسطينية لا يمكن لنا أن نتوقع لهذه القوى أن تحدث خرقاً كالذي أحدثته تجربة المقاومة الإسلامية.
لكي ننتصر على هذا الكيان ونسترد أرضنا السليبة كان لا بد من اعتماد أساليب قوة تتماشى مع ما يعتمده هذا العدو.
كان لا بد لنا من عقيدة تربط المعتقد بالله بالمبدأ بالأرض حيث يصبح واجب الدفاع والهجوم مقدساً يقدم دونه الغالي والنفيس حتى الروح بسهولة لا بل مع يقين بأجر عظيم لا لَبْس فيه ولا غبار عليه.
هي هذه المقاومة بقادتها ومجاهديها وعقيدتها هي التي أحدثت المعجزة وأوجدت مستوىً من الندية مع العدو أجبرته على الخروج والإنهزام.
هو هذا ألكم من الهزائم ألذي كانت تعيشه الأمة قبل التحرير الذي ان يدفع بالكثيرين الى التشكيك بالقدرة على التغيير. قلة فقط كانت تؤمن بإمكانية الإنتصار في زمن قصير نسبياً، لذلك يوم ٢٥ أيار كان بمثابة معجزة صعب تصديقها على الكثيرين. وما هذه الحالة الهستيرية التي عاشها أبناء الجنوب وحيثما كانوا من فرح وبكاء ورقص وما الى ذلك الا خير دليل على عظمة ما حدث.
حصل التحرير ومن أنجزوه لا زال قسم كبير منهم بيننا ويتابعون. وهم لا زالوا على ولائهم وصدقهم وهذا ما يبعث على الإفتخار والطمأنينة. وهنا تكمن نواة عزة الأمة لأجيال قادمة.
وهنا وإلى جانب الفئة الضالة والمعادية للإنجاز ومنجزيه، لا يجوز إغفال الفئة الوصولية التي تركب الموجة لتحقيق مآرب خاصة وضيقة. هؤلاء موجودون على كل المستويات والجميل أنهم معروفون. هم المراؤون الذين يحرصون على الإطلالات التي يزكون فيها أنفسهم.
في أيار النصر نسأل الله أن يحفظ هذا الوطن وشعبه ويحفظ هذه المقاومة من كل شر حتى تبقى ويستمر بها الوطن.
نضال