يوم القدس مقدس بالنسبة للأمة

الجمعة, تموز (يوليو) 10, 2015
شدد سماحة السيد علي فضل الله لمراسل وكالة تسنيم في دمشق على دعوة كلّ القوى والتيارات، بما فيها الحكومات في العالم العربي والإسلامي، لإحياء ذكرى يوم القدس العالمي، باعتبار أنها يوم يذكر الناس بأنَّ لهم قضية أساسيَّة ومركزيَّة لا يجب التغافل عنها أو نسيانها، لأن في ذلك تضييعاً للبوصلة عن اتجاهها الصَّحيح، مؤكدا أنه لا بدّ من توعية الجماهير المسلمة والعربية على شعار “القدس أولاً والقدس آخراً”، لأنه وحده الذي يعيد توجيه الأمة باتجاه العدو الحقيقي.

وفيما يلي نص المقابلة كاملة مع سماحة السيد علي فضل الله :

هل يصحّ القول إنَّ القدس فقدت لقبها كقضيَّة مركزيَّة، بعد إلهاء الشّعوب العربيَّة بصراعات داخليَّة؟
ـ إنَّ ما يشغل السّاحة العربيّة والإسلاميّة اليوم من صراعات ونزاعات بين أبناء الدين الواحد والأمة الواحدة، أثّر بشكل مباشر وغير مباشر في قضية القدس ومكانتها، بحيث ما عدنا نرى ذاك الاهتمام الكبير بيوم القدس العالمي، كما كنا نراه في بداية إعلان الإمام الخميني لهذا اليوم، وما حمله من رمزية كبرى أرادها الإمام أن تكون عنواناً جامعاً لكلّ المسلمين، كي تكون للقدس الأولوية في حركة الصّراع بين المسلمين والعرب من جهة، والصهاينة المغتصبين من جهة أخرى.
للأسف، لقد أصاب يوم القدس العالميّ آثار سلبيَّة كبرى جراء الصّراعات العربيَّة ــ العربيَّة، والعربيَّة ـ الإسلاميَّة، ونأمل أن يكون ذلك مؤقتاً، وليس دائماً، وخصوصاً بعد أن تزول أسبابه.

هل يمارس العلماء في العالم الإسلامي دورهم بالشكل الأمثل، فيما يتعلَّق بتوعية الشعوب العربية، وإبقاء بوصلتهم متَّجهة نحو القدس وفلسطين؟
ـ لا شكّ في أنَّ هناك العديد من العلماء الذين يقومون بواجبهم فيما يتعلَّق بالقدس وتبيان أهمية هذا اليوم لدى المسلمين في العالم، لكن وللأسف، فإنَّ هناك في المقابل علماء انشغلوا بقضايا أقلّ أهمية، واستغرقوا في النزاعات العربية، ولم تعد تلقى قضية القدس في وجدانهم وعقولهم اهتماماً كما في السّابق.
نأمل أن تزول الأسباب الَّتي تحول دون إعطاء العلماء المسلمين الأهمية اللازمة لهذا اليوم، لأنه يوم مقدس لدى الأمة.

كيف يمكننا أن نستثمر إحياء الشّعوب العربيّة والإسلاميّة ليوم القدس الّذي أعلنه الإمام الخميني يوماً عالمياً، لخدمة القضيّة الفلسطينيّة؟
ـ إنَّ إعلان الإمام الخميني لآخر يوم جمعة من شهر رمضان المبارك يوماً عالمياً للقدس، جعل الأمة الإسلامية تهتم بهذا اليوم، باعتباره محطّة مهمّة لتكريس النظرة إلى القدس على أنها قضيّة الأمّة الأساسيّة.. وهناك العديد من الأجيال الشابة التي جاءت بعد دعوة الإمام الخميني، والتي لا تجد من يوضح لها أهمية هذا اليوم، ورمزيته، وصلته بالقضية الفلسطينية الأم، وبمستقبل الأمة وعزتها ووحدتها.
ونحن نشدّد على دعوة كلّ القوى والتيارات، بما فيها الحكومات في العالم العربي والإسلامي، لإحياء هذه الذكرى، باعتبار أنها يوم يذكر الناس بأنَّ لهم قضية أساسيَّة ومركزيَّة لا يجب التغافل عنها أو نسيانها، لأن في ذلك تضييعاً للبوصلة عن اتجاهها الصَّحيح.
ولا شكَّ في أنَّ الاحتفالات والمهرجانات والمحاضرات هي أمر ضروريّ في عمليّة الإحياء، لأنها تُبقى شعلة القدس متوقّدة من جهة، ولأنها يمكن أن تشكّل عامل تثقيف للأجيال الصّاعدة حول هذه القضيّة المقدسة من جهة أخرى.

في رأيكم، ما الشّعار الجديد الّذي يجب أن ترفعه الجماهير في يوم القدس، في ظلّ ما تشهده منطقتنا العربيّة والإسلاميَّة، ومحاولة التهميش للقضيَّة الفلسطينيَّة؟
ـ هناك سعي لجعل الشعوب تفقد الاهتمام بهذه القضيّة المركزيّة، أي الاهتمام بالقدس، وذلك من خلال انشغالها بالهوامش، أو تغيير بوصلة العداء وبوصلة الأولويات، بحيث يصبح الاهتمام بالقضايا الخاصة في كل بلد من البلدان، ولا يعود للقدس الأولوية والصدارة، وأكثر من ذلك، هناك تهميش لقضيَّة القدس، يجعل ترتيب أولويات الأعداء مختلاً لصالح العداوات الداخليّة، ويحرف النظر عن العدوّ الأساس الَّذي لا بدَّ من إبقاء العيون مفتوحة على إجرامه وغطرسته.
لكن تبقى لنا ثقة كبيرة بالشّعوب الإسلاميَّة والعربيّة، بأنها ستبقي القدس في وجدانها وفي تفاصيل اهتماماتها، لأنّ التخلّي عنها هو تخلٍّ عن القضية المركزية الأم، وهذا ما لا يرضاه المسلمون والعرب الشرفاء ولا يقبلون به.
من هنا، نقول: يجب أن يبقى الشعار “القدس أولاً والقدس آخراً”، ولا بدّ من توعية الجماهير المسلمة والعربية على هذا الشّعار، لأنه وحده الذي يعيد توجيه الأمة باتجاه العدو الحقيقي.

المصدر:وكالة تسنيم للأنباء

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …