يوم الشك

أسامة العتابي
يــوم الشَــك وحُكــم الصيّـــام فيـــه
الأحتَياط سبَيلُ النجَاة في صَومِ هذا آليوَم
– – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – –
لقَد روُي الشيخ الحُر العامَلي في كَتابه الوسَائل الجُزء العاشرٍ منه في باب إستحباب صَوم يَوم الشك عدّة روايات تُشير إلى أهميّة صوم ذلك اليّوم والإستحباب المؤكد فيها منها :-
– عَن زكريا بن آدم ، عن الكاهَلي قال : سألتُ أبـا عبَد الله – عليه‌ السّلام – عن اليّوم الّـذي يشَك فيه من شَعبان ؟ قـال : لإن أصُوم يوماً من شَعبان أحبُ إلي من أنّ أفطـر يومـاً من شَهر رمَضان .
– عن بشير النبال ، عن أبي عبدالله عليه‌ السّلام قال : سألتهُ عن صَومٍ يوم الشك ؟ فقـال : صُمه ، فإن يكُ من شَعبانٍ كان تطَوعاً ، وإنّ يكُ من شهر رمضان فيومٌ وفقَت لهُ .
وبما أننّـا نعيشُ يوم غد وهو يوم الشَك فعليَنا أنّ نحتاط إسَتحباباً في صومهِ فأن الأحتياط سبَيلُ النجاة ، كما وأن هُناك بعض مَكاتب العُلماء ممّن أعلنـوا أن يوم غد هو أول أيّام شَهرُِ رمضان المَبارك وهذا الأحَتمال يؤكد لنا الأستحباب في الصوم بل قد يقتضي الأحتياطاً أن يكون واجباً في صَومهِ وذلك لإنه يوجد أحتمال ولو نسبي أنهُ أول أيّام الشهرُ الفضَيل كما وأنه يُستحب صوم شهر شَعبان المُعظّم بالإستحباب العام ولايوجد حرمة يقيناً في المَقام فيدور الأمرُ بين عدَم الحُرمة يقيناً وبيَن الشك في الوجَوب فيقتضي الأحتياط بالإتيان بذلك اليّوم .
نية ذلك اليّوم هي :-
قال السيّد الشهيّد الصدر في منهجه الجزء الثاني منه في كتاب الصوم المسألة (11) : ( إذا صام يوم الشك بنية شعبان ندباً أو قضاء أو نذر أو بنيّة رجاء المطلوبية أو ما في الذمّة او بقصد الواقع أجزاء عن شهر رمضان أن كان . وإذا تبين له أنه من رمضان قبل الزوال أو بعدهُ جدد نيّة الوجوب وأن صامهُ بنية رمضان بطل وأن صام على أنه أن كان من شعبان كان ندباً وان كان من رمضان كان وجوباً فالظاهر البطلان ) .
بيان ذلك :- أن النيّة في صوم هذا اليوم لها أشكال عديدة أهمها ستة :
الشكل الأول :- أن يصَوم ذلك اليّوم بنية شعبان اي: بإعتَبار ذلك اليّوم من أيـام شهر شعبان ولا يضر بعد ذلك أن يكون (قضاءاً) أو (ندباً) أو (نذراً) أو (اجارةً) أوغير ذلك.
الشكل الثاني :- أنّ يصَوم ذلك اليوم بنية (رجـاء المَطلوبـيـة)، أي :يصــوم على أمل أنّ يكون صوم ذلك اليّوم مطلوباً من الله تبارك وتعالى، مَن دُون أنّ يتعرض في نيته إلى كونهِ من شهر رمضان أو من غير رمَضان ولا إلى كونه واجباً أو غير واجب .
الشكل الثالث :- أن يصوم ذلك اليوم وينوي به عمَا في ذمته، أي : عما في ذمته من صوم، من دون التعرض الى كونه من شهر رمضان أو غيره.
الشكل الرابع :- أن يصوم ذلك اليوم بنية (قصَد الأمر الواقع) أي: قصد التكليف الواقعي دون أن يُردد النية بين أمرَين أو يتعَرض في نيته إلى كوَنهِ من رمضان أو غيره – بل ينوي الصّوم المُكلف به فعلاً من دون أن يعرفه بالضبط .
وهذه الأشكال الأربعة كُلها صحيحة ومَقبولة شرعاً والصّوم وفق أي واحَد منها صحيح فقهياً بحيث أنه لو تبين له أن ذلك اليوم كان من رمَضان، أجزأه ذلك اليوم عن رمضان، بشرط أنّ يُجدد نية رمضان فيَما لو تبين له ذلك في النهار -قبل الزوال أو بعده- واما اذا تبين له ذلك بعد النهَار، فيعتبر من رمَضان ويجزي عنه، من دَون أي قيَد أو شرط .
وبقي شكلان من أشكال النية قد يتخذها الفرد يوم الشَك وهما شَكلان باطلان وفاسَدان لا يصّح الصوم وفقهما .
الشكل الخامس :- أنّ يصَوم ذلك اليوم بنية رمضان، أي: بنية كون ذلك اليّوم من أيام شهر رَمضان.
الشكل السادس :- أن يصَوم ذلك اليوم بنية مُترددّة متذبذبة، كما لو صَام على أنهُ إنّ كان من شَعبان كان ندباً وأنّ كان من رمَضان كان واجباً.
والصوم وفق أحد هذين الشكلين ( الخامس والسادس) فاسَد وباطل
وعليه أنه لا ينبغي أنّ تلقي جميع آثار ذلك اليّوم في زاوية النبذ والإهمال، فان الأمسَاك الحادث بسَببهِ قد ينفعنا فيما لو تبين له – أثناء النهار قبل الزوال ان ذلك اليوم من رمَضـان، فحينئـذ يجب عليه تجديد النيّة – أي: نية رمضان – ويصح منه صَوم ذلك اليوم ويُعتَبر من رمضان من دُون أي أشكال. بخلاف ما لو كان قد تناول المُفطَر أثناء النهار فإنهُ لا يسَتطيع تجديد النية فيما لو تبيَن له أثناء النهار -ولو قبل الزوال -أنهُ من رمَضان. وإنمَا يبقى مطالباً بقضاء ذلك اليوم.
والحمد الله ربّ العالمين
20140628-112116-40876118.jpg

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …