*محمد طراف
قد يظنّ الكثيرون أنّني أغرد خارج السّرب، أو أنّني أعيد نكأ جراحٍ غار أثرها… ولكن الواقع مختلفٌ تماماً، لا بل يزداد استعاراً عند كل مناسبة دينية، أو عند كل حادثةٍ فيها اختلافٌ فقهيٌّ أو عقائديٌّ بين مراجع الدين، لا بل في أمورٍ ألصقت بالدين زوراً وبهتاناً والدين منها براء…
هو فكر سماحة المرجع السيد محمد حسين فضل الله (رض) وطروحاته الفقهية والعقائدية… فبعد سنوات أربع على رحيله، ولأنّ فكره مكث في الأرض ولم يذهب جفاءً، لا بل ازداد إشعاعاً وامتداداً، جعل هذه الحملة المسعورة من بعض معمّمي الظلام تزداد ولا تعرف توقفاً… وليس آخرها ما قام به أحد صغار المشايخ في منطقة من مناطق جبل عامل في عيد الفطر حين شنّ حملة مسعورة على السيد فضل الله ومقلديه واصفاً إياهم باليهود لا لشيء إلا لأنّ (في الظاهر) مبنى السيد فضل الله الفقهي في تحديد بداية الشهور القمرية لا يتوافق مع ما يتبناه هو… جبل حقده الجليدي هذا يخفي تحته الكثير من تخلّفه وجهله وحقده على هذا السيد العظيم الذي شاء أم أبى هو باني الحالة الإسلامية في لبنان، ورمز التشيع في الساحة الإسلامية كلّها. حبذا لو كنا نجد للشويخ الصغير ـ الذي وصل إلى أرذل العمر ـ الحاقد هذا مأثرةً يُحمد عليها، فهو وأمثاله من منابع بث الخرافة والجهل بين الناس البسطاء الطيبين في منطقته، ولم يشهد له أنّه قدّم ولو شيئاً بسيطاً للحالة الإسلامية سوى التغرير بالبسطاء وشحنهم بالحقد والبغضاء على عَلَمٍ من أعلام التشيّع في لبنان والساحة الإسلامية.
لا أريد أن أعطيه شرف تسميته وأدنّس قلماً يأبى إلا الدفاع عن الإسلام وأهله. ولكن ليعلم أنّ تطاول الأقزام على عمالقة الفكر لم يعد يُسكت عنه أو يمرّ دون ردٍّ مهما كان، وإن كان في الفم ماءٌ كثيرٌ….
سيبقى فضلُ الله يسمو للعلا، وأما الحاقدون عليه من أمثال هذا الصغير فذاهبون جفاءً وإن كانت مزابل التاريخ أولى به.
*كاتب إسلامي
شاهد أيضاً
في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)
قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …