مدرسة الارتزاق على أعتاب دولارات آل سعود.. الفضائح في بدايتها…
اعلاميون وسياسيون في دائرة الفضيحة. ليس الامر بجديد. سبق للمقاومة أن أعلنت عن مليارات الدولارات التي تدفع في لبنان بغية تشويه سمعتها والوقوف في وجه مشروعها. هو الجيش السعودي في لبنان، بكل معنى الكلمة. جيش من السياسيين والاعلاميين، والآتي أعظم، هذا ما كشفته وثائق “ويكيلكس” المسرّبة ونشرتها صحيفة “الأخبار” اللبنانية.
أكثر من 140 ألف وثيقة سيتم نشرها في القريب، وستكون بمتناول الجمهور للاطلاع عليها والبحث في تفاصيلها، بحسب ما يؤكّد مصدر مطّلع لموقع “العهد”. وتأتي هذه الوثائق بعد سلسلة سابقة كان قد كشفها “ويكيليكس” حول عمل بعض السياسيين اللبنانيين في خدمة “اسرائيل” ضد المقاومة خلال عدوان تموز 2006.
رئيس المركز الوطني للاعلام عبد الهادي محفوظ يقول لـ”العهد” تعليقاً على الوثائق، إنه في حال صحّتها، فهي أمر “معيب بحق الاعلام اللبناني، فلبنان معروف بأنه عاصمة الاعلام العربي ومركز تأثير كبير في العلاقة بين الشرق والغرب، هذه اساءة كبيرة للبنان”.
ما يراه محفوظ ارتزاقاً يرى فيه المحلل السياسي حسام مطر ارتزاقاً للسعودية، معلناً عن وجود “جيش من المرتزقة الاعلاميين والسياسيين للسعودية في لبنان”، لافتاً الى أن “ما كشف ليس مفاجئاً، كان هناك تقدير مسبق أن هذه الحملات المبرمجة والممنهجة التي تشن على المقاومة هي جزء من حملة اقليمية ودولية ولا تعبّر عن توجهات وآراء خاصة”، ويؤكّد “أن طبيعة العلاقة بين هذه المجموعات مع السعودية ليست لا علاقة تحالف ولا تقاطع مصالح، بل علاقة ارتزاق، بمعنى أن المملكة تدفع أموالاً لقاء الآراء والمواقف التي يعبر عنها هؤلاء الاعلاميون والسياسيون”.
ويسأل محفوض “هل يجوز أن يكون الرأسمال الأساسي للبنان مهدداً بهذا الشكل الذي يشي بأن اللبنانيين عرضة للشراء والابتزاز وأن يكونوا في خدمة قضايا لا نخدم بلدهم؟”، متسائلاً كذلك عن “القصد من توقيت نشر ويكيلكس لهذه الوثائق في هذا الوقت بالذات؟”.
وإن كان عامل الوقت ليس أساسياً أمام هول الفضائح التي عُرضت وسوف تُعرض امام الرأي العام، يأمل محفوض أن “يكون لدى الاعلاميين اللبنانيين شيئ من المناعة وأن لا يكونوا مادة للشراء، وهذا يستوجب صحوة اعلامية تشارك فيها نقابة الصحافة والمحررين والمجلس الوطني للاعلام والاعلاميين أنفسهم وأن تطبق القوانين اللبنانية في هذه الحالات”.
وأمام ما نشر، تلتزم حتى الساعة وسائل الاعلام المعنيّة بالارتزاق على أبواب السفارة السعودية، والسياسيون المعنيون ببيع مواقفهم، الصمت المطبق. صمت لا يلغي الحقيقة المرّة التي أصبحت بين أيدي الجمهور. جيش المرتزقة هذا “بكل رتبه سواء اعلاميين أو مفكرين أو ما يسمى مثقفين هو جيش تنظمه السعودية في كل منطقة كجزء من مهمتها ووظيفتها بمواجهة محور المقاومة، وهذا الدور موكل اليها من قبل الأميركيين”، بحسب مطر، الذي يرى أن “المهم فيما كشف اليوم هو تأثيره في الشريحة الرمادية من الجمهور، أي شريحة المترددين”، حيث اتضح أمامها أن “ما كان يقوله محور المقاومة عن الحملات المنظمة ضدها، لم يكن افتراءًا أو نظرية مؤامرة فارغة، بل كان يعتمد على قراءة واضحة بأن هؤلاء السياسيين والاعلاميين هم فعلاً مرتبطون عضوياً بالسعودية وبالتالي بأميركا، وأن كل مزاعمهم السابق لم تكن تعبيراً عن رأي سياسي بل عن دور مرسوم لهم بالتفصيل”.
لقد تجاهل اعلام “14 آذار” في اليوم الأوّل من نشر وثائق الارتهان لدولارات آل سعود، القضية، لكن ذلك لن يكون سهلاً بعد آلاف الوثائق التي ستنشر تباعاً.. والى ذلك الحين، سيكون الرأي العام امام حقيقة واضحة، بان كل ما كتب ويكتب ضدّ المقاومة وجمهورها، وكل الكذب والتلفيق، والتحوير والاستهداف لكل صغيرة وكبيرة لدى مجتمع المقاومة، ما هو الا خدمة صغيرة من بعض المرتزقة لأسيادهم في مملكة الرمال.
ميساء مقدم | العهد