ممثلة لبنانية قديرة ، عملت مع الكبار فتركت بصمتها الفريدة في كل الأعمال التي شاركت فيها .بين التلفزيون والسينما والمسرح والإذاعة تنقلت بخطوات ثابتة ، فحافظت على مكانتها المميزة كممثلة من الطراز الرفيع .
إنها الممثلة وفاء شرارة التي تحل ضيفة على صفحات “الفن” في هذا الحوار .
أطليّت علينا في شهر رمضان في مسلسل “عين الجوزة” بدور “زين الدار” ، ماذا عن هذا الدور ؟
أحببت دوري في هذا المسلسل ، كل دور إذا لا أحبه لا أجسّده ، كان دوري “زين الدار” أم عباس ، هي إمرأة من قرية لبنانية في أيام الإنتداب الفرنسي وعانت مثلما عانت نساء كثيرات وعائلات كثيرة ، ولكن هي عانت أكثر من غيرها لأنها بقيت وحدها ، إبنها “طوني عيسى” رحل وزوجها “جورج شلهوب” أيضاً حيث أصبحا مطلوبين وملاحقين لأنهما لا يسكتان عن الظلم ، فصارت هي وحيدة وتريد أن تكمل الرسالة التي بدآها ، فإستطاعت أن تحرّك الضيعة كلها “يعني ما سكتنا وقت الظلم ، أخدوا الرجال كلها بقيوا النسوان ، وقتلوا إبن الشيخ ، يعني بالإرادة فيك تعمل كل شي”.
ماذا أضاف لك دورك هذا ؟
صحيح أن الدور إمرأة من الجنوب ولكن مختلفة قليلاً عن النساء اللوتي جسدتهن من قبل ، يعني لديها قوة أكثر ، إستطاعت أن تُحرّك وأشعلت الثورة في الضيعة .
إلى كم “زين الدار” نحتاج في هذه الأيام التي نشهد فيها نزول الشعب إلى الشارع ليطالب بحقوقه ؟
يجب أن نكون كلنا “زين الدار” ، يجب ألا نسكت “عن جد طفح الكيل ، هالقد كتير معاناة هالشعب” ، أدنى مقومات الحياة والكرامة لم تعد موجودة ، المشكلة أننا لا نتعلّم ، اللبناني ليس هكذا ، لا أعرف لماذا أصبحنا هكذا ، لم نكن نسكت عن الظلم أو الإعتداء أو الذل ، أشعر بأن أغلب الشعب ساكت الآن ، ويركض خلف هؤلاء السياسيين وخلف مصالحهم وإهتماماتهم الشخصية “أنا بستفيد بضلني ساكت”.
ولكن هناك جزءاً من هذا شعب ليس ساكتاً ويتظاهر في الساحات
صحيح ولكنه قليل جداً “ما في حدا بيجي بجبلك الكرامة وبقلك خدها ، ما حدا بيقدملك شي على طبق من فضة ، طول ما هو قادر ياخد منك وإنت ساكت هو عم ياخد”، يقولون عن لبنان إنه دولة صغيرة ولكن لبنان أغنى وأهم بلد بالعالم “صرلن 40 سنة بينهبوا بهالبلد” ، كفى ، ولكنك تخاف من أن يقولوا “عم بيحرّض وبدو يصير في دم” ، دائماً عندما تطالب يكون هناك دم ، لتأخذ مطالبك يجب أن تدفع تمن ، الذي لا يهاجر يموت وهو يطالب ، أتمنى أن يستقيظ المواطنون ، وأن يعتبر السياسيون هؤلاء الشباب الذين ينزلون إلى الشارع أولادهم ، فليعتبروا أن أولادهم هكذا مذلولون ومظلومون وحقوقهم كلها مسلوبة وليقفوا إلى جانبهم ، أنا لدي شابان ليسا هنا ، سافرا ، وشاب ثالث يفكر حالياً بالسفر “ما خَلّولن للشباب أمل بالمستقبل ببلدن”.
شاركت مع الممثل الراحل نور الشريف في فيلم “ناجي العلي” كيف تقّيمين تجربتك معه ؟
رحمه الله ، أغلب دوري كان معه ، تشعر بأنك تقف مع عملاق كبير بإحساسه ومعاملته وأخلاقه وتصرفاته ، يعني تشعر بالفخر بأنك تقف مع أحد كبير تستمد منه ، ومن الإحساس الذي لديه .
هل شعرتِ بالمقابل بالرهبة والمسؤولية ؟
طبعاً تشعر بمسؤولية لأنك تقف أمام “مش حيلّا حدا” ، فيجب أن تكون بمستوى الموقف الذي أنت فيه ، هذا الخوف والرهبة والمسؤولية أعطوني قوة لأعطي أكثر لأكون بمستواه كي لا يظهر أن هناك أحداً كبيراً وأحداً صغيراً .
هل كنتِ تلتقين نور الشريف خارج التصوير ؟
أصبح بيننا صداقة رغم أن الفترة الزمنية لم تكن طويلة ، كنا نلتقي كثيراً زوجي وأنا وهو ونجلس ونحكي عن الفيلم وعن العمل ككل ، نور الشريف كان إنساناً متواضعاً جداً ويحب الناس كثيراً ويحب الإختلاط بهم ، ويشعرك بأنه فرد من هذا العمل وليس بأنه هو سوبر ستار وبأن الآخرين صغار يعملون كـ كومبارس ، فهو يعطيك معنويات .
أخبرينا عن مسرحية “بلدنا إلنا” التي تشاركين فيها ؟
“بلدنا إلنا” نجول فيها بالقرى ، وهي من تأليف الدكتور علي ضيا ، إخراج حسام الصباح ، تمثيل حسام الصبّاح وحسين شكرون ، وصبية إسمها ملاك ، المسرحية تحكي عن وضعنا وأنه بالنهاية بلدنا لنا إذا لم ندافع عنه ونحميه لن يعود كذلك .
هل لديك عمل سينمائي جديد ؟
إنتهيت مؤخراً من تصوير فيلم “إسوارة العروس” هو تحية للجيش ويحكي عن جندي بالجيش يستشهد بمعركة في زمن الإسرائيليين ، معنا حسن فرحات ، حسام الصباح ، هادي طراد ، محمد علاء الدين ، وحسن فقيه “الصبي الصغير اللي معنا بعين الجوزة والغالبون” ، هو ممثل رائع يعني سوبر ستار صغير .
وفاء شرارة التي عملت في المسرح والإذاعة والتلفزيون والسينما والدوبلاج ، إلى ماذا تسعى بعد ؟
دائماً أنت تأمل وتحلم بالأقوى ، ودائماً تفكّر في أن تقدّم دوراً أهم ، الأوضاع لا تساعد كثيراً ، المشكلة هي ليست فقط بالوضع في لبنان بل في محيطنا بالمنطقة كلها ، وأظنّ هذا يؤثر قليلاً على الفن مع أن هناك أعمالاً لبنانية جميلة جداً وأعمالاً مشتركة ، المشكلة هي أنه يتم إنتاجها كلها لشهر رمضان وبهذا الشهر “شو فيك تشوف؟ ، لما بينزل شي 100 مسلسل إنت شو بدّك تحضر من هالميّة؟” ، فعليك أن تنتظر الإعادات لتشاهد وتقيّم أين هناك ضعف وأين هناك قوة و”وين في ناس متعديين” ، أنا لا أستطيع أن أحكم على المسلسلات الآن “لأن تلات أرباعها ما حضرتها” ، يعني بالصدفة تشاهد مشهداً وآخر هناك ، فلا يمكنك أن تحكم على عمل من خلال مَشاهد .
ما هو حالياً وضع الدوبلاج في لبنان ؟
أعمال الدوبلاج السورية تُنفذ حالياً في لبنان ، وهناك ما يتم دبلجته في سورية والخليج وكله باللهجة السورية فهناك مسلسلات تركية وهندية وإيرانية ، وبالصدفة شاهدت عملاً أميركياً أيضاً مدبلج سوري ، ثلاثة أرباع الستوديوهات في لبنان تنفذ الدبلجة الى اللهجة السورية من خلال الممثلين السوريين الموجودين في لبنان ، ربما هناك 3 أو 4 ممثلين لبنانيين يعملون معهم في الدبلجة إلى اللهجة السورية ، “يمكن مطلوب اللهجة السورية متعاقدين عليها”، وهناك أعمال رهيبة يعني مثلاً كل الاقنية الهندية تعرض أعمالاً مدبلجة إلى اللغة العربية أو اللهجة السورية ، المسلسلات الإيرانية والتركية كلها مدبلجة إلى اللهجة السورية “يمكن كلّو متعاقد عليه من قبل” ويتم تنفيذه الآن .
ما هي أمنيتك في ختام لقائنا ؟
الفن اللبناني كان رائداً في العالم العربي أتمنى أن يعود كذلك لأن لدينا ممثلين رائعين وكتاباً مهمين ومخرجين أهم ، لدينا كل الإمكانيات ولكن أتمنى من المنتجين أن يشتغلوا فناً وليس تجارة ، أي أن نعود ونعمل فناً لرفعة الفن ، لرُقي الفن اللبناني ، وأتمنى لكل زملائي الممثلين الصحة والعمر الطويل والتقدم الدائم بأعمالهم وأن يأخذوا حقهم لأن الفنان اللبناني “مش آخد حقّو ، إذا كم حدا آخد حقّو ما بيكون الفنان اللبناني آخد حقّو” ، أتمنى أن يعود لبنان مثلما كان ليعود كل شيء مثلما كان .