وتواصوا بالحق …

خرجت في الأيام والأسابيع القليلة الماضية حركات شعبية إحتجاجية إلى الشارع اللبناني. جموع بشرية سارت وتسير خلفت شباب متوثب ثائر يرفض الفساد والمفسدين وينادي بالتغيير وبحياة أفضل تليق بالشعب اللبناني. الجموع التي خرجت وتخرج الى الشارع كل يوم تحمل نقمة على الطبقة السياسية مجتمعة وبدون استثناء.
يختلف مستوى النقمة عند الناس بين عتب على فريق موثوق لصمته وعدم محاربته للفساد المستشري في جانب وبين رفض وطلاق تام من فريق آخر لكل الطبقة السياسية معتبراً إياها فاسدة مجتمعة ولا بد من رحيلها.
في هذا الجو عملت الطبقة السياسية مجتمعة ومن خلال وسائلها الإعلامية على شيطنة قادة الحراك في وقت إرتكب هؤلاء أخطاء وسمحوا لثعالب السياسة اللبنانية لكي يركزوا على الأخطاء ويكبروها. لقد تمكنوا من إقناع جزء من الناس بأن الحراك إنما تحركه السفارات وبالتالي هو مشبوه ولا يعول عليه إن لم نقل عمل عدائي يجب الوقوف في وجهه.
بغض النظر عن مدى مصداقية من يقود الحراك، هناك حقائق يجب الإلتفات إليها ومنها:
– الطبقة السياسية هي بالجملة فاسدة. أما بالمفرق فعلى من يعتبر نفسه غير معني بالفساد فعليه أن ينحاز للناس فعلاً لا قولا ونفاقا. من كان يعتبر نفسه غير معني بالفساد فليستقل من هذه التركيبة ولينزل لصفوف الشعب ويرفده بالقوة والتجربة.
– الفاسدون هم في أعلى مراتب فسادهم وقدرتهم. لهؤلاء القدرة على التلون بألف لون. هؤلاء سيبذلون الغالي والنفيس ولن يتنازلوا ولن يصدقوا أن مدة صلاحيتهم إنتهت. بل إن هؤلاء هم من سحنة القذافي ومبارك الذين لن ينزاحوا عن المشهد إلا بالقوة. 
– الشباب الثائر مدعو لمزيد من الوعي والحكمة والثبات والصبر وحسن تحديد الأولويات. 

– أما الناس فعليها أن تثور وتكسر الخوف وتخرج لتدافع عن وجودها. مجرد الوقوف في الشارع ولو صامتا هو أقل الإيمان في وجه عصابة منظمة لن تتوقف حتى تبتلع كل الشعب وحقوقه.

ومن رأى منكراً فليغيره بيد وإن لم يستطع فبلسانه وإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان.
نضال

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …