كشفت مصادر أمنيّة رفيعة المستوى في تل أبيب، الجمعة، النقاب عن أنّه بحسب التقديرات التي عرضتها شعبة الاستخبارات العسكريّة (أمان) في الجيش الإسرائيليّ فإنّ حزب الله اللبنانيّ أرسل حتى الآن للحرب الدائرة في سوريّة حوالي 5000 مقاتل من الوحدات النخبويّة، لافتةً إلى أنّ الحزب فقد المئات من مقاتليه في الحرب الدائرة بين الجيش العربيّ السوريّ والمعارضة المسلحّة.
ووفقًا لمحلل الشؤون الأمنيّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، عاموس هارئيل، صاحب الباع الطويل في المؤسسة العسكريّة في دولة الاحتلال، فإنّ مقاتلي حزب الله بدئوا بالوصول إلى سوريّة في منتصف السنة الماضية، بناءً على طلب من الرئيس السوريّ، د. بشّار الأسد، وبإيعاز من الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة.
وبحسب المصادر عينها، فإنّ مشاركة حزب الله في القتال، هي التي غيّرت موازين القوى في سوريّة لصالح النظام الحاكم في دمشق، وتحديدًا في المعركتين المفصليتين في القصير والقلمون، بسبب خبرتهم الفائقة في حرب العصابات.
علاوة على ذلك، أكدّت المصادر عينها، على أنّ الجيش العربيّ السوريّ يُوكل لعنصر حزب الله القيام بالمهمات الحساسّة جدًا، مشيرةً إلى أنّ المقاتلين من الحزب تمكّنوا من تحقيق الانتصارات المتتالية. علاوة على ذلك، أضاف المحلل هارئيل، نقلاً عن المصادر عينها، إنّ عناصر الحزب، بالإضافة إلى مهمات القتال على الجبهات في سوريّة، يقومون بحراسة الأماكن الحساسّة في بلاد الشام، بما في ذلك، حراسة الرئيس السوريّ الأسد، جنبًا إلى جنب مع من أسمتهم المصادر الإسرائيليّة، المقربين من النظام الحاكم، وهم من الطائفة العلويّة، التي ينتمي إليها الدكتور الأسد، على حدّ تعبيرها.
علاوة على ذلك، أوضح المحلل، الذي كتب مقالته التحليليّة تحت عنوان: حزب الله غيّر قواعد اللعبة على الحدود اللبنانيّة-الإسرائيليّة، أنّه خلافًا للتقديرات التي كانت بحوزة الأجهزة الأمنيّة في الدولة العبريّة، بأنّ حزب الله يُعاني من ضائقة إستراتيجيّة، أكدّت المصادر على أنّ الحزب اكتسب الخبرات في القتال في سوريّة، كما أنّ الضائقة الإستراتيجيّة غير موجودة عمليًا، إذ أنّه أقام ترسانة عسكريّة تشمل عشرات آلاف الصواريخ على جميع أنواعها، كما أنّه قام بنقل جميع الصواريخ من القرى المسيحيّة في الجنوب اللبنانيّ إلى القرى الشيعيّة.
ولفتت المصادر ذاتها إلى أنّ قيام حزب الله في الفترة الأخيرة بتنفيذ عمليات ضدّ إسرائيل من الحدود الشماليّة هو عمليًا رسالة من الحزب لإسرائيل حول الخط الأحمر بالنسبة له: بإمكانكم أنْ تُهاجموا في سوريّة، ولكن إذا قمتم بالهجوم علينا على الأراضي اللبنانيّة، فإنّكم ستقومون بدفع الثمن. وساقت المصادر قائلةً إنّ التحوّل على الحدود مع لبنان هو أعمق من ذلك بكثير، إذ أنّ حزب الله يُحاول أنْ يضع قواعد جديدة للعبة العسكريّة مع دولة الاحتلال، بعد مرور سبع سنوات منذ أنْ وضعت حرب لبنان الثانية أوزارها، هذه السنوات التي تميزّت، بحسب المحلل، بالهدوء، ولم يستبعد هارئيل أنْ تكون التطورات الأخيرة على الحدود الشماليّة بمثابة إعلان عن انتهاء الفترة الهادئة، على حدّ تعبيره.
كما لفت إلى أنّ الطرفين، الإسرائيليّ وحزب الله، فهما خلال الحرب عام 2006 أنّ قدرة التدمير عالية جدًا، وبالتالي فإنّهما كانا على حذر من إشعال المواجهة القادمة بينهما، خشية من الدمار الهائل الذي سيلحق بهما. ورأى المحلل أنّ قيام إسرائيل بالهجوم على مخزن للأسلحة تابع لحزب الله في لبنان، وتصفية القائد العسكريّ في الحزب، حسن اللقيس، وهي العملية التي اتُهمت إسرائيل بتنفيذها، ساهما إلى حدٍ كبيرٍ في تصعيد وتسخين الحدود. وخلص إلى القول إنّه في حال تسجيل تصعيد آخر، أوْ الانتقال إلى المواجهة القادمة، فلا يُمكن بأيّ حالٍ من الأحوال، التغاضي عن دور إسرائيل في ذلك، قال هارئيل، نقلاً عن المصادر نفسها.