هل ترد غيوم بيروت والضاحية أهل بنت جبيل إلى أرضها؟

كل من زار سوق بنت جبيل هذا الخميس استزاد وأكثر من الصلاة على النبي وآله لما رآه من “عجقة” ووفرة من الناس الذين أتوا “للكزدورة” أو التبضع في يوم التسوق الأسبوعي لمدينة بنت جبيل.

هو مشهد حياة فقدته بنت جبيل مع الهجرات المتتالية عبر السنين لما تعرضت له المنطقة وقد فر أبناء بنت جبيل منها هربا من الحروب والإستضعاف والحرمان اللذان كانا السمة الأبرز للحياة في هذه الأرض.

يتساءل إبن بنت جبيل عن السبب وراء هذه الحياة والحركة
– هل هي حركة المهجرين غير اللبنانيين؟
– هل هو آخر أسبوع قبل المدرسة والذي يخرج فيه الأهالي للتبضع لأبنائهم؟
– هل هذه حركة آخر أسبوع من العطلة الصيفية؟

… وأسئلة أخرى ولكن يبرز سؤال جديد هذا العام، هل قرر بعض الأهالي المهجرين قسرا إلى بيروت أن يعودوا للإقامة في بنت جبيل؟

هنا نعرض لبعض الإجابات للبنت جبيلي بالإسم الإفتراضي “رضا”

يقول رضا: إن الحياة في بيروت والضاحية لم تعد تطاق،
– لقد أنهكتنا إشتراكات الماء والكهرباء.
– أجرة المنزل أمر مضني.
– المواصلات في بيروت عمل شاق في ظل الإزدحام الدائم للطرقات.
– لقد جد عندنا منذ فترة الهاجس الأمني حيث بتنا ننتقل بحذر.
– لي إبن يعاني من الربو وقد زادت حالته سوءا مع ارتفاع نسبة التلوث لما تبثه السيارات المكدسة في الشوارع من سموم.
– أما ما أوجبنا على إحداث تغيير هذا العام فكان قسط المدرسة الذي اصبح مستحيلا دفعه اذا ما أضيف إلى ما سبق ذكره.
– الفلتان الأخلاقي والإجتماعي الذي يبيح للبعض التعدي على حقوق وحريات الآخرين لم يعد يحتمل.

“رضا” الذي هو عنوان وملخص لمواقف شريحة واسعة من البنت جبيليين قرر اليوم العودة للإقامة الدائمة في بنت جبيل. يقيم في منزل أهله. وجد مدرسة لأولاده كلفتها نصف ما كان مطلوبا منه لمدرسة مشابهة في الضاحية. هو يعي ضرورات موسم البرد القادم وكله أمل أن تنظر السلطة المدنية القائمة له ولأمثاله فتؤمن لهم الحد الأدنى من الخدمات التي تسهم في عودتهم وصمودهم بعد طول هجرة.

نضال

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …