هكذا أوصل الحزب رسائله

ميشال نصر
ميزتان اساسيتان طبعتا احياء ذكرى عاشوراء هذا العام، اذا ما اعتبرنا ظهور السيد حسن نصر الله المتتالي تقليدا، الاول الرد على المواقف والمبادرات السياسية، والثاني امني من عزل واقفال الضاحية وصولا الى استعراض وحدة النخبة التي حملت اكثر من رسالة في اكثر من اتجاه على حدّ قول مصادر سياسية متابعة.
وبغض النظر عن القراءات السلبية والايجابية لمواقف نصر الله، فان كلامه يستدعي التوقف عند نقاط مهمة قد تؤسس للمشهد السياسي المقبل بحسب المصادر، من خلال الانطباع العام الذي تكون حول امكانية التفاهم على نقاط محددة ومقاربة واضحة لكيفية ضبط الخلافات ومنع تداعيات الصراع السني- الشيعي على الداخل اللبناني لعل ابرزها، وعددت المصادر ابرزها:
– رده على البطريرك الراعي من دون ان يسميه، من خلال اشارته الى اعادة تركيب النظام المتعثر على اسس جديدة تحترم المواعيد الدستورية، دون ان يعني في ذلك المثالثة بحسب العارفين.
– تطييره الرهان العوني على رفض التمديد للمجلس النيابي خشية مقاطعة الاطراف السياسية لها وفي مقدمتهم «المستقبل»، من هنا كان كلامه عن توجه الحزب الواضح لجهة التمديد وتطيير الانتخابات الرئاسية
-الغمز الايجابي من قناة «تيار المستقبل»، ومن خلفه في المملكة العربية السعودية، والتي توجت الاتصالات التي جرت بين الطرفين على اعلى المستويات بعيد احداث طرابلس، وان كان من باب التأكيد ان الضغط لن يغير من مواقف الحزب الاستراتيجية تجاه ازمات المنطقة، ملاقيا الرئيس سعد الحريري في منتصف الطريق استنادا الى المعطيات الاقليمية والنصائح الداخلية لا سيما من النائب وليد جنبلاط.
-اعلانه العماد ميشال عون مرشح الحزب الوحيد، ما طرح اكثر من علامة استفهام حول ما اذا كان تأييدا يخفي في طياته حرقا لهذا الترشيح لان ذلك يسقط عن الجنرال صفة مرشح التوافق.
علما ان هناك من راى في ذلك قطعا للطريق على الدعوة التي اطلقها الحريري للاتفاق على رئيس.
هذا في السياسة. اما في الامن فلم يكن الامر مختلفا لجهة الاجراءات المتخذة والتي لم يسبق ان شهدتها الضاحية، تولى فيها الحزب بنجاح حماية جمهوره ومناطق نفوذه بشكل ذاتي، والتي تمثلت وبحسب المصادر في نجاح:
– اقفال وعزل مربع الضاحية الجنوبية عن محيطه لمدة 21 ساعة منع خلالها الدخول والخروج من واليها، بموجب خطة امنية محكمة بالتنسيق مع الدولة اللبنانية حيث تولت القوى الامنية والعسكرية تامين المداخل والطوق المحيط بالضاحية فيما تولى جهاز امن حزب الله تامين قلب الضاحية.
– رفع جهوزية المستشفيات وطواقم الاسعاف والانقاذ داخل الضاحية وفي المناطق المتاخمة لها في اطار خطة متكاملة.
– ظهور وحدة تدخل خاصة لاول مرة، قرأ فيه الكثيرون رسالة واضحة ومباشرة لاسرائيل في سياق الحرب المفتوحة معها داخل وخارج الحدود، انسجاما مع الاستراتيجية العسكرية المقبلة للحزب، الذي استفاد من المراسم العاشورائية في لعبته الاعلامية والحرب النفسية التي يخوضها على محوري الارهاب واسرائيل.
وبحسب المصادر فان الوحدة التي يفوق عدد عناصرها المئات، مختارون بدقة وعناية وبمواصفات ولياقة جسدية استثنائية، ويتولى قيادتها نجل احد اهم قياديي حزب الله، نفذت اولى عملياتها في مصر بتحريرها «سامي شهاب» قبل دقائق من وصول الموساد اليه لاسره. وايا يكن اسمها سواء «السوات» او «النينجا» او «ايغوز» فان حزب الله نجح كما دائماً في ايصال الرسائل الى اسرائيل.
– انتشار القناصين على اسطح المباني
– تفتيش الداخلين مرّتين عند حاجزين منفصلين، وعند المدخل الرئيسي، لمجمع سيد الشهداء، حيث خضع جميع الزوار لجهاز كشف المعادن قبل الدخول إلى المجمّع الذي قطعت أجهزة تشويش إرسال الهواتف داخله.
– لحظ الاجراءات لخطة محكمة تتضمن اقفال الطرقات في حال حصول اي طارئ وفصل الاحياء عن بعضها، عبر شاحنات كبيرة، لا تستطيع السيارات المفخخة ازاحتها في حال انفجارها.
– الكشف لاول مرة عن تعاون مباشر بين الحزب وموسكو من خلال تزويد مجمع الصناعات الحربية الالكترونية الروسية، يقوم على تصنيع الاخير خمسمئة خوذة مراقبة رقمية مهمتها كشف المواد المتفجرة المخفية عبر منظومة متكاملة متصلة بنظارات متخصصة، ظهرت نماذجها التجريبية مع الوحدة الخاصة التي كشف عنها لاول مرة.
فهل يترجم كلام نصر الله تقاربا او تفاهما جديدا مع المستقبل؟ وهل يفضي ذلك الى انتخاب رئيس للجمهورية قبل نهاية السنة؟
الاكيد ان الملائكة الجنبلاطية كانت حاضرة في الكلام الذي صدر من الضاحية.

شارل أيوب

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …