نظام إقليمي جديد

جنبلاط: لانشاء نظام اقليمي جديد
الإثنين, 08 أيلول 2014 15:18
الكاتب: الانباء
رأى رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب وليد جنبلاط أنه “مع إجتياح المنطقة العربيّة موجات وموجات من العنف والقتل والاجرام، ومع تطوّر الأحداث السياسيّة والميدانيّة بشكل دراماتيكي ممّا يؤدي إلى التلاشي التدريجي للحدود الجغرافيّة بين الدول التي إرتسمت بعد الحرب العالميّة الأولى وإتفاقيّة سايكس- بيكو ومعاهدة لوزان، ومع تنامي المجموعات المتشددة والمتطرفة التي تمارس أبشع أنواع الارهاب، فإنه يبدو واضحاً أن النظام العربي القديم ينهار رويداً رويداً وتالياً لا بد من البحث في أفكارٍ سياسيّة جديدة للخروج من هذا المأزق الذي يهدد الأمن القومي العربي بشكل غير مسبوق، من الحرب الأهليّة السوريّة إلى حروب العراق وليبيا واليمن وظاهرة “داعش” وسواها من المخاطر المحدقة”.
وفي موقفه الاسبوعي في جريدة “الأنباء”، الصادرة عن “الحزب التقدمي الإشتراكي”، اعتبر أنه “إذا كان هناك جديّة في محاربة الارهاب كما يُعلن ويُقال، فإن العالم العربي لن يستطيع مواجهة هذا التحدي وحيداً. وقد يكون آن الأوان لاعادة النظر بمفهوم الجامعة العربيّة بحيث يتم العمل على إنشاء نظام إقليمي جديد عبر توسيع الجامعة لاشراك تركيا والجمهوريّة الاسلاميّة الايرانيّة والتعاون مع هذين القطبين الاقليميين الكبيرين لمواجهة الارهاب المستشري من العراق إلى سوريا إلى مواقع أخرى، وللحفاظ على حدود الدول القوميّة التي قامت منذ أوائل القرن العشرين، ولارساء أنظمة سياسيّة تلبي طموحات التنوع العرقي والطائفي والمذهبي وتستوعبها”.
وشدد على أن “التفكير الجدي في هذه الخطوة من شأنه أن يؤسّس لمرحلة جديدة تستطيع من خلالها الجامعة العربيّة مع اللاعبين الاقليميين إياهما أن تحدث تغييراً في مسار الأحداث الجارية في المنطقة وهي أحداث جارفة تكاد تطيح بكل المرتكزات التاريخيّة والسياسيّة والقوميّة لا سيّما مع دخول لاعبين جدد إلى ساحات الصراع كالمنظمات المتطرّفة التي لا تقيم أي إعتبار للمكوّنات الجغرافيّة أو السياسيّة أو القوميّة، ومع نمو الطموحات الانفصاليّة لبعض المجموعات الطائفيّة والعرقية في أكثر من موقع ومكان”.
أما فيما يتعلق بإعلان الرئيس الأميركي عن خطته المرتقبة الأربعاء لمواجهة “داعش”، أشار إلى أن “إستبعاد إيران مسبقاً عن أية جهودٍ دوليّة في هذا الاطار لا معنى له وسيؤخر تحقيق نتائج إيجابيّة في الحرب على الارهاب. وإذ نشك سلفاً بأن تخرج الخطة المفترضة بأي خطوات ملموسة، إلا أنها مفارقة أن يكون سلف الرئيس الحالي أي الرئيس جورج بوش قد فعل الكثير للعراق مما أدّى إلى تدميره وإدخاله في الفوضى، في حين أن الادارة الحالية برئاسة أوباما لم تفعل شيئاً ممّا ولد المزيد من الفوضى وجعلها أكثر إستشراء وإنتشاراً في كل المنطقة العربيّة التي تتحوّل تدريجياً إلى كياناتٍ مذهبيّة وطائفيّة يعمّها الجهل”.
في مجال آخر، لفت إلى أن “الاتحاد الافريقي حقق نجاحاً جزئيّاً في بلدان إفريقيّة متعددة من خلال تشكيل قوّة التدخل العسكري بالتوازي مع المساعدة الغربيّة أسوةً بما حدث في ليبيريا وأيضاً في مالي وجمهوريّة أفريقيا الوسطى اللتين شهدتا تعاوناً عسكريّاً فرنسيّاً- إفريقيّاً. والمبدأ ذاته قابل للتطبيق في الدول العربيّة التي تواجه الارهاب والفوضى ومنها ليبيا، على سبيل المثال، التي يساعد إخراجها من أزمتها في إعادة الاستقرار لها وفي تلافي إنتقال الفوضى إلى دول الجوار مثل تونس ومصر ودول إفريقيّة أخرى. وهذا يتطلب دعم الجيش الليبي وتعزيز قدراته قبل التوصل لتجريد الميليشيات من سلاحها والتدخل العسكري من قبل القوّة المشتركة عند الضرورة لتحقيق هذه الأهداف”.
أما فيما يخص الحرب السوريّة، أكد أن “أي تفكير بإستبعاد روسيا عن الحل هو ضربٌ من العبث. صحيحٌ أن الظروف التي ولدتها الأزمة الاوكرانيّة عقدت هذا الأمر، ولكن لا مفر من هذا الخيار.
كما وجه تحيّة إلى شهداء الجيش اللبناني الذين في كل مرّة يسطرون بطولاتٍ جديدةٍ لحماية لبنان وسيادته وإستقراره، وإلى أهالي القلمون الذين أقاموا مجلس عزاء عن أرواح شهداء الجيش وهذه وقفة تضامنيّة في غاية الأهميّة، ولأسرة الشهيد عباس مدلج ووالده تحديداً الذي أثبت عن هدوء أعصابٍ إستثنائي وأعلن مواقف وطنيّة ترتفع فوق جراحه وألمه”.
على صعيد منفصل، استقبل النائب جنبلاط في دارته في كليمنصو، السفير البريطاني في لبنان طوم فليتشر وعرض معه التطورات السياسية الراهنة في لبنان والمنطقة، واستبقاه الى مائدة الغداء.

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …