رئيس جديد للجمهورية…
يدخل لبنان عامه الثالث بلا رئيس في جوّ يتخبط فيه البلد بجملة معضلات متعددة الأوجه من أمنية وإقتصادية وإجتماعية… لم يعد للشعب من طاقة على تحملها وتحمل أوزارها.
فمن تداعيات الحرب في سوريا ومشاكل النزوح، الى نتائج الحوار الإيراني – السعودي المتعثّر، وصولاً الى ما ستؤول اليه الإنتخابات الأميركية وإنعكاساتها على المنطقة، يبقى اللبناني في هذه المرحلة، وبكل أسف ككل مرحلة، رهينة لمجموعة الظروف المحيطة به والمتحكمة بمصيره.
وبين الترشيحات المعلنة وغير المعلنة، وبين الطامحين الى الرئاسة والطامعين بها، وبعد الخيبات الرئاسية المتعاقبة لناحية إفرازات النظام المتلبد تارة بغيوم الأزمات الإقليمية والمواجه طوراً لعواصف التغييرات الدولية، يبقى السؤال الكبير: اي رئيس يريده اللبنانيون اليوم؟
بكل بساطة، إن اللبنانيين اليوم يريدون رئيساً يعيد لهم ثقتهم بأنفسهم أولاً.
رئيساً يعيد لهم إيمانهم بوطنهم وكيانهم.
رئيساً يرتكز على القسم المتبقي من المؤسسات لإستنهاض القسم الآخر منها.
رئيساً يُحي المبادىء لعودة الإزدهار المطلوب.
رئيساً يستلهم قيم الأمة لتحقيق الإستقرار المنشود.
رئيساً يخاطب ضمير الجمهور لإنجاز قيامة الجمهورية.
وأخيراً، رئيساً يلملم بقايا الحلم ليستخرج منه الأمل المنتظر.
في مسار التاريخ دروسٌ وعِبَر كثيرة. ففي زمن الأزمات المصيرية والأخطار الكبيرة والتضحيات الجسام، لا مكان لصغار النفوس والمسترئسين وتجار الهيكل.
هل نطلب الكثير؟ طبعاً لا لطالما لنا القدرة بعد على إنتظار ذلك الوطن الموعود..
بقلم نزيه بزي