نحتاج إلى جيل واع متعلم

فضل الله: نحتاج إلى جيل رساليٍّ واعٍ ومتعلّم يعمل لنهضة المجتمعقام سماحة العلامة السيّد علي فضل الله بزيارة تفقّدية لمعهد المبرات للعلوم الصّحّيّة في حارة حريك، حيث كان في استقباله مديرة المعهد، عايدة همدر، والهيئة التّعليميّة والإداريّة.

وقد وضعت همدر سماحته في أجواء عمل المعهد، وعدد طلّابه، والصّعوبات والمشاكل الّتي تعترض العمل التّمريضيّ في لبنان.

وقام سماحته بجولةٍ تفقّديةٍ على الصّفوف وأقسام المعهد، اختتمت بلقاء مع الطّلاب، حيث ألقى كلمة عبّر فيها عن سعادته بلقائهم، مشيراً إلى أنَّهم الجيل الّذي نستبشر به خيراً، ونتطلَّع إليه باعتزاز، ونعوّل عليه لرسم مستقبل واعد ومشرق لهذه الأمّة، الّتي تعاني المشاكل والحروب، محذّراً من مخطّطات أعداء الأمَّة، الَّذين يعملون لإشغالها بالفتن والفوضى والخلافات المذهبيّة والطائفيّة، لحرفها وثنيها عن بوصلة العلم والتقدّم والتطوّر، وإغراقها في ظلمات الجهل وكهوف التخلّف.

ودعا سماحته الطّلاب إلى الاستفادة من وقتهم، وعدم إهداره في أمور ثانويَّة قد يندمون عليها، مؤكّداً أنَّ الأمَّة بحاجة إلى جيل رساليّ واعٍ ومتعلّم، يحمل أخلاق رسول الله محمّد(ص) في الرّحمة والمحبّة والانفتاح على الآخر، ومدّ جسور التواصل معه، مشدّداً على ضرورة التّكامل في المجتمع، لأنَّ مواجهة أعداء الوطن تحتاج إلى جهاد عسكريّ، كما تحتاج أيضاً إلى جهاد ثقافيّ وعلميّ وفكريّ وروحيّ وأخلاقي، وفي كلّ الميادين، فساحة التحدّي لا تقف عند الشّأن العسكريّ، والأمّة لا تبنى إلا بتكامل جهودها وطاقاتها، من أجل الوقوف في وجه كلّ التّحديات، سواء الفكريّة أو الثّقافيّة أو العلميّة، والعمل على نزع كلّ الألغام الّتي يعمل الأعداء على زرعها، من أجل حرفنا عن قضايانا الأساسيّة.

وتوجَّه إلى الطّلاب قائلاً: “مسؤوليّتكم أن تنهضوا بمجتمعاتكم، وتقدّموا صورة نموذجيّة، وتحملوا رسالة هذه المؤسَّسات الَّتي أُسّست من أجل خدمة الإنسان، وتعزيز التلاقي والمحبَّة بين الجميع، بعيداً عن كلّ الحسابات الطّائفيّة والمذهبيّة والسّياسيّة”.

وختم كلامه بالقول: “كونوا علامة فارقة في مجتمعكم، حيث يرى النّاس منكم الصّدق، حتى في مجتمع الكذّابين، والأمانة حتى في مجتمع الخائنين، والعدالة حتى في مجتمع الظّالمين، والإخلاص حتى في مجتمع المنافقين، والإصلاح حتى في مجتمع المفسدين”.

المصدر: المنار

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …