عبد الرحيم شلحة
AM 02:13 2014-09-13
اهتزت منطقة بعلبك – الهرمل خلال الأيام الماضية اثر قتل الجندي عباس مدلج واختطاف المواطن ايمن صوان، حيث شهدت المنطقة حالة من الاحتقان كادت ان تدخلها في اتون حرب اهلية ذات طابع مذهبي وعائلي.
حواجز انتشرت على طول الطريق من القاع حتى شتورة، قُطعت شرايين المنطقة بعضها عن بعض، عمليات خطف وخطف مضاد ترافقت مع صور بشعة للاجئين سوريين تعرضوا للإهانات والضرب، وبيانات اقل ما يقال فيها انها عنصرية دعا بعضها إلى اطلاق النار على النازحين وترحيل آخرين من منازلهم…
كلها شكلت مشهداً سوداوياً وضع كافة القوى السياسية امام مسؤوليات جسيمة، فإما البقاء في موقف المتفرج حيث ستطال النار الجميع، وبذلك ينجح التكفيريون في مخططهم، واما التحرك وبسرعة قصوى لقطع الطريق امام حالة الفلتان والهياج المذهبي والعائلي التي كادت ان تأكل الاخضر واليابس.
سرعة الاحداث دفعت بقيادات «حزب الله» لأخذ مبادرة تردّدت فيها سابقا، فسعت إلى التحضير لعقد مؤتمر شعبي رسمي امني بلدي روحي يجمع المعنيين كافة من منطقة بعلبك – الهرمل يعلن فيه ميثاق شرف لرفع الغطاء عن كل مسيء او مخالف، وذلك في حسينية الامام الخميني في مدينة بعلبك بدعوة من تكتل نواب بعلبك – الهرمل ويشارك فيه نواب ووزراء المنطقة كافة وعضو مجلس شورى «حزب الله» الشيخ محمد يزبك.
واعلن النائب علي المقداد ان فكرة المؤتمر «كانت تتجهز اثر الاشكال بين عائلتي مقداد وجعفر، لكن التطورات في الايام الماضية وحالة الفلتان الامني التي شهدتها المنطقة عجلتا في انعقاده خصوصا اننا في معركة مع الارهاب يتوجب على الجميع ان يوجه سهامه نحوها». وكشف أنّ اهداف المؤتمر الذي سينعقد يوم غد الاحد في بعلبك هو الاعلان عن ميثاق شرف يلزم جميع العائلات والعشائر وجميع الاطراف بالآتي:
عدم التعرض لأحد، عدم التعدي على المواطنيين، عدم قطع الطرقات، عدم الخطف وعدم الاساءة، وذلك برفع الغطاء عن اي مخل بالامن.
واكد المقداد أنّ مسؤولية القوى الامنية متابعة هذه المسألة بجدية وبحزم وجميعنا معها وداعميها.
واعتبر مفتي بعلبك الشيخ ايمن الرفاعي ان «اللقاء يجب ان يهدف الى الانتقال من مرحلة العمل النظري الى الجانب التنفيذي وأن لا يذهب كلامنا سدى».
ورأى ان «المنطقة تعيش على التنوع، والتحدي الذي ينتظرنا هو المحافظة على هذا التنوع، لأنّه متى ذهب تذهب المنطقة ونفشل جميعا». وطالب «الجيمع بإنهاء مرحلة التكسب الطائفي والارتزاق المذهبي، فالوحدة الوطنية هي الحل وهي الاهم».
بدوره يرى وزير الاشغال العامة والنقل غازي زعيتر ضرورة العودة الى ثوابت المنطقة، خصوصا في موضوع العيش المشترك بين مختلف العائلات، عدا عما يشكله من رسالة تطلقها فعاليات هذه المنطقة التي ستؤكد مرة اخرى على ان خيارها الدولة اولا واخيرا.
أما التحدي الأساسي الذي يواجه هذا المؤتمر، فهو اولا انجاز العديد من المصالحات العائلية، بدءاً من بلدة عرسال ومحيطها، وثانياً وقف عمليات الثأر والخلافات العائلية التي تشهدها شوارع مدينة بعلبك، وثالثاً حسم القوى الامنية امرها والتدخل المباشر والسريع لدى اي اشكال امني من خطف وتعدٍ او خلاف فردي.
السفير