مغاور خاطفي الجيش

بالعودة إلى جغرافية تموضع المجموعات الإرهابية في المنطقة الجردية المتداخلة مع الأراضي السورية، وفي حين تمثل جرود عرسال الشاسعة نسبة 5% من مساحة لبنان وسط طبيعة تتميز بجبالها وأوديتها الوعرة، فإنّ المسح الأمني للمنطقة يبيّن أنّها مليئة بالمغاور الطبيعية التي يصل عمق بعضها إلى نحو 70 متراً بارتفاع 7 أمتار.

وتفيد المعطيات الأمنية التي استحصلت عليها «المستقبل بأنّ المجموعات الإرهابية تتحصّن في هذه المغاور حيث عمد المسلحون إلى تقسيمها لعنابر مستخدمين في ذلك حجارة الخفّان، كما تكشف معلومات مستقاة من شهادات عدد من العسكريين المحرّرين أنّ هذه العنابر مزوّدة بأجهزة تدفئة وإنارة.

وإذ لا يُستبعد أن يكون المسلحون قد جهّزوا بعض هذه المغاور الجردية بصحون لاقطة لبثّ الأقمار الاصطناعية، تتكشف بحسب المعطيات الأمنية معلومات تشير إلى أنّ العسكريين المخطوفين لدى تنظيم «داعش موجودون في إحدى مغاور «وادي الرهوة في جرود عرسال، بينما المخطوفون لدى «جبهة النصرة من المرجح أنهم باتوا في «وادي ميرا
في جرود القلمون السورية المتصلة جغرافياً بجرود عرسال، لا سيما وأنّ هذه المنطقة الجردية تتداخل لبنانياً وسورياً في ظل عدم ترسيم الحدود في تلك المنطقة بين البلدين.

المعطيات الأمنية تشير كذلك إلى أنّ المجموعات الإرهابية استولت على عدد كبير من البيوت الزراعية الممتدة على مساحة واسعة من المنطقة الجردية، وتتخذ منها مقار لتمركز مسلحيها مع استفادتهم من الزراعة البعلية في الجرود حيث يعمدون إلى قطع أشجار الكرز المنتشرة بكثافة هناك بغرض استخدام خشبها وقوداً للتدفئة لا سيما مع اقتراب فصل الشتاء.

المستقبل

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …