ماذا يعني إصدار حزب الله لـ “البيان رقم 1″؟
فاجأ حزب الله العدو كما الصديق بإصداره بياناً يحمل الرقم 1 متبنياً بذلك عملية مزارع شبعا التي زينها بـ “مجموعة شهداء القنيطرة”، ما يدل على انه إنتقم لشهداء العملية.
المفاجئة لم تكن في العملية ونوعيتها ابداً، بل كان من المتوقع إقدام المقاومة على الرد على تطاول العدو وإعتدائه في القنيطرة، لكن المفاجئة كانت بإختيار أسلوب إعلان التبني والرد، حيث أراد الحزب ايضاً من خلال عملية التبنّي إيصال رسائل للعدو الصهيوني مفادها ان الأمر لم ينتهي عند هذه الحدود.
وفي قراءة متمعنة في الاسلوب المستخدم، يبدو جلياً إعتبار حزب الله ان عملية “مزارع شبعا” هي رد أولي على غارة القنيطرة، وهناك في المستقبل القريب في جعبة المقاومة ردود أخرى، لان الاعتداء والاشخاص الذين إستهدفوا، ثأرهم أكثر من مجموعة جنود صهاينة يعبرون في منطقة لبنانية محتلة جنوباً، وعليه، فإن “البيان رقم 1″ يمثل “الرد رقم 1″ في قائمة ردود لا حدود او ارقام لها بفضل دخول العدو في حربٍ مفتوحة مع المقاومة.
المعلقون الصهاينة توقفوا مالياً عند عبارة “مجموعة شهداء القنيطرة” التي نفذت العملية، وقرأوا فيها رداً أولياً لحزب الله على ما أرتكب في جنوب سوريا، لكنهم، تقاطعوا على إعتبار العملية نوعية في الزمان والمكان والوقت، خصوصاً وان تلك المنطقة تحظى بطابعٍ جغرافيٍ عسكريٍ صعب، لكن ما اثار قلق العدو أكثر هو طبيعة الرصد الاستخباراتي الذي سبق الهجوم.
العدو يدرك حتماً ان ردود المقاومة لم تقف عند حدود مزارع شبعا، وإن “البيان رقم 1″ هو بمثابة إنذار للاسرائيلي بعدم التمادي أكثر في إستفزاز المقاومة التي ستكون في المستقبل من يمتلك ورقة بدء الحرب وختمها.
العدو الاسرائيلي سارع إلى تنفيس الإحتقان عبر رسائله الاعلامية الصادرة على أعلى السلطة في تل أبيب. فهو إستدرك الموضوع مبلغاً قوات “اليونيفيل” ان حدود رده كان قصف محيط مزارع شبعا، وان رده إنتهى، وهذا الأمر يدل ليس عدم وجود نيّة في التصعيد، بل بسبب عدم القدرة على القيام به، فهو سعى عبر اليونيفيل لايضاع المسألة لحزب الله كي لا يقوم بتطوير الأمور عسكرياً، وفهم الحزب ان حدود إسرائيل وقدرته هي هذه فقط.
المصدر: الحدث نيوز
29/01/2015