قلب ورقة الرزنامة إلى ٢٠١٤ لم يترافق مع تغييرات جذرية في أمور لبنان والمنطقة، في وقت تجلت كثير من الأمور واتضحت توجهات بعض الدول حيال ما يحصل في بلادنا.
الغرب الذي صدم لفترة بحركات الربيع العربي وخاف من تطورها فتطيح بمصالحه، سرعان ما انفرجت سرائره بعدما تداعت الثورات وأكلت نفسها. هوالإسلام المتطرف الذي اسهم في الإطباق على حركة التحرر ووأدها قبل أن تبدأ التغيير والذي مكن الغرب من المحافظة على امتيازاته ومصالحه في منطقتنا.
بالنتيجة، لا حاجة للغرب للإنشغال بأزماتنا. تجارة المواد الأولية والنفط لم تتأثر. العرب يتقاتلون فيما بينهم ويهدمون قواهم بأنفسهم. والكيان في أمان وبعيدا عن الأخطار.
لبنانيا، عصابة ١٤ آذار تمعن في أخذ البلاد والعباد رهينة. قرارهم السياسي في يد المؤسسة الأمنية السعودية. هي هذه المملكة الخرفة التي تحكمها عقلية العشيرة الحاقدة. والمستعدة للتضحية بالأمة بكاملها في سبيل إنفاذ كلمتها في الإقليم ولبنان.
هم شيعة لبنان ومعهم شرفاء من طوائف أخرى يقفون اليوم في عين الإعصار. يصدون هجوم الدفاع عن عمقهم الإستراتيجي ومتنفسهم الوحيد في سوريا. يقفون سدا في وجه العدو وأطماعه في الداخل وعلى الحدود. يقتل أبناؤهم أمام متاجرهم وعلى أبواب مدارسهم بعبوات الجهل والعصبية. ويقارعون سياسيي العمالة والإرتهان للخارج.
أوضاع متأزمة تنتظر رحمة البارئ في هذا الشعب البريئ والمعذب.
كان الله بعونك أيها الشعب العظيم