سلام كان على وشك الاستقالة
Share
Tweet
وجدي العريضي
27 آب 2015 الساعة 00:00
وجدي العريضي
ما زالت تداعيات تظاهرات وأحداث نهاية الأسبوع المنصرم تتوالى تباعاً وقد تخطت البعد المحلي الى الأجواء الاقليمية والدولية وخصوصاً ان المجتمع الدولي راقب وواكب ما جرى في ساحة رياض الصلح وبيروت تحديداً بكثير من الاهتمام وصولاً الى تحذير بعض الدول رعاياها من المجيء الى لبنان ولا سيما كل من المملكة العربية السعودية والكويت والبحرين، حتى أن المعلومات المؤكدة تقول اوساط سياسة عليمة، اشارت الى الغاء حجوزات لمغتربين لبنانيين وبعض الخليجيين والعرب ورعايا اوروبيين خوفا من تطور مجرى التظاهرات والصدامات الى مخاوف من أن تكون هناك تفجيرات أمنية متوقعة ولا سيما ان احداث عين الحلوة وبحجمها الميداني الكبير، تنذر بعواقب وخيمة من امتداد نيران هذا المخيم الى صيدا ومحيطها وربما في مناطق اخرى أي ان يكون هناك تبادل رسائل اقليمية وتصفية حسابات على الارض اللبنانية، بمعنى عودة لبنان مجدداً صندوق بريد لتبادل هذه الرسائل.
وتكشف اوساط في تيار المستقبل عن بعض جوانب ما حصل في الأيام القليلة الماضية وتحديداً نهاية الاسبوع المنصرم حيث ثمة معلومات بالغة الدقة حول سيناريوهات عديدة حصلت والهدف واحد كان يقضي بدفع رئيس الحكومة الى الاستقالة وإحداث شغب وصولاً الى بلبلة وإشكالات وأحداث في كل المناطق اذ البعض يسعى الى انتخابات نيابية مبكرة وصولاً الى الدعوى لمؤتمر تأسيسي اي هناك مخطط لتغيير النظام ونسف الطائف أما المعلومة الأساسية فكانت توجه سلام ليل السبت الاحد الى اعلان بيان الاستقالة وتسمية الاشياء بأسمائها انما ما جرى وفق الأجواء السياسية لاكثر هو أن سلام عدل عن هذه الخطوة بفعل الاتصالات المكثفة التي حصلت معه وخصوصاً من السفير السعودي علي عواض عسيري وآخرين من دول عربية وخارجية تحديداً الى سفراء غربيين حضّوه على الاستمرار في الصبر والتروي وبالتالي الصمود لأن عواقب الاستقالة وخيمة في هذه المرحلة ما يعني دخول لبنان في الفوضى وأكثر من ذلك وهذا ما يريده من يدفعه الى الاستقالة.
وفي سياق متصل لفتت اوساط المستقبل الى أن حراك السفير السعودي كان على غير صعيد ومستوى خوفاً على اهتزاز الاستقرار في لبنان ولهذه الغاية قام باتصالات مكثفة مع أطراف سياسية فاعلة ناقلاً اليهم حرص المملكة على استقرار لبنان، وبالتالي التدبير الصادر عن وزارة الخارجية السعودية والقاضي بمنع الرعايا السعوديين بعدم السفر الى لبنان، فذلك يهدف الى حمايتهم وهذا الاجراء يحصل في اي دولة فيها نزاعات سياسية وعسكرية وأحداث ولا يحمل أي خلفيات سياسية على الاطلاق بل هنالك تمنى سعودي على المسؤولين اللبنانيين بانتخاب رئيس للجمهورية والاستمرار في الحوارات السياسية بين جميع القوى على اختلاف توجهاتها وانتماءاتها وطوائفها ومذاهبها.
وأخيرا تؤكد الأوساط أن كل الاحتمالات السياسية والأمنية واردة فصحيح ان هناك توجهاً لدعم الحكومة واستمرارها وأيضاً مواصلة الحوارات السياسية لا سيما بين تيار المستقبل وحزب الله، انما في المقابل ثمة مخاوف من حراك المشاغبين والمندسين وممن ينتظرون الفرص للدخول على الخط والسعي لاثارة الشغب كذلك الخوف الأكبر يبقى من تحريك المخيمات الفلسطينية وخصوصاً في عين الحلوة حيث سبق وأشرنا الى هذا المعطى منذ اشهر حيث النار تحت الرماد والاشتباكات التي اندلعت انما هي مؤشر لما يخطط في هذا المخيم.
المصدر: الديار