لا تعينوا الظالم في ظلمه

سماحة العلامة السيد محمد علي فضل الله
الجمعة 26 شوال 1435هـ الموافق 22 آب 2014م

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمدُ للهِ رَبِّ العَالَمينَ، وَأفَضَلُ الصَّلاةِ والسَّلامِ عَلَى أَشْرَفِ خَلْقِ اللهِ وأعزِّ المُرسَلينَ سَيِّدِنَا وحَبيبِنَا مُحَمَّدٍ رسولِ اللهِ وعلى آلهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ وَأصحَابِهِ الأخيَارِ المُنْتَجَبين.

يقول الله تعالى في كتابه العزيز: إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا [الأحزاب: 33] .

وهذه الآية، كما جاء في الروايات الكثيرة الواردة عن طريق رواة الشيعة والعديد من رواة السنة، نزلت في حقِّ رسول الله(ص) وعلي والزَّهراء والحسن والحسين(ع)، وهي تشير أيضاً إلى بقية الأئمَّة التسعة الآخرين من وُلدِ الحسين(ع). حيث ورد في العديد من الرِّوايات أنَّ رسول الله(ص) كان يتقصَّد مناداتهم بأهل البيت أمام عموم المسلمين ثم يتلو هذه الآية. ومن ذلك ما أورد الطبري في تفسيره عن أنس أنَّ النبيَّ(ص) كان يمرُّ ببيت فاطمة ستَّةَ أشهر، كلَّما خرج إلى الصلاة فيقول: الصَّلاةَ أهلَ البيت، إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا.

وقد مرت علينا، البارحة في الخامس والعشرين من شوَّال ذكرى وفاة الإمام الإمام السادس من أئمَّة أهل البيت(ع)، الإمام جعفر بن محمد الصادق(ع).

وهو الإمام الَّذي نُنسب إليه، كمذهب فيقال لنا (الجعفريون)، رغم أنَّنا ننتسب إلى كل واحد من الأئمَّة (ع) بنفس النسبة الَّتي ننتسب فيها إلى الآخرين وبدون أي فارق، فنحن نؤمن بإمامتهم جميعاً، كلٌّ منهم في مرحلته الزمنيَّة، وقد كان لكلٍّ منهم دورُه القياديّ بحسب ما تفرضه وتقتضيه مرحلته.

وأحد أسباب نسبتنا إلى الصَّادق(ع) هو أنَّ أكثرَ الأخبار والروايات الَّتي وردتنا في قضايا العقيدة والأحكام والتعاليم، كانت مرويَّة عنه(ع) نظراً للمناخ السِّياسيِّ المؤاتي وما يجري من انهيار الدَّولة الأمويَّة، وبداية قيام الدَّولة العبَّاسيَّة، فاستفاد الإمام الصَّادق(ع) من انشغال السُّلطة عنه وفتحَ أبوابَه أمام طلَّاب العِلم من المسلمين، فازدحَمَ بيتُه بهم، وصاروا يأتونه للسؤال والتعلُّم من مختلفِ بقاعِ العالَمِ الإسلاميِّ. حتَّى ذكر بعض المختصِّين أنَّ عدد الرَّاوين عنه يناهز أربعة آلاف محدِّث.

ولعلَّ الرواية المشهورة عن الحسن بن علي الوشا الَّذي كان من أصحاب الإمام الرِّضا(ع) توضح لنا هذا التَّهافُتَ على أخذ العلوم من الصَّادق(ع) حيث قال الوشَّا: أدركت في هذا المسجد -أي مسجد الكوفة- تسعمائة شيخ كلٌّ منهم يقول حدَّثني جعفرُ بنُ محمد(ع).

والمراد بالشيخ، الأستاذ، والعالم والمجتهد أي أنَّه أدرَك تسعمائة أستاذ كبير من تلامذة الإمام جعفر الصادق(ع).

وقد تتلمذ عليه(ع) أكابر علماء تلك المرحلة، الَّذين انتشرت مذاهبهم واجتهاداتهم في أنحاء العالم الإسلاميّ، أمثال أبي حنيفة بن النّعمان، ومالك بن أنس، وسفيان الثوري، وابن عيينه، وابن جريج..

وقد كان هذا العلم نتاج علم الأئمَّة ولذلك يروى عنه(ع) أنَّه قال: حديثي حديثُ أبي، وحديثُ أبي حديثُ جدِّي، وحديثُ جدِّي حديثُ الحُسين، وحديث الحسين حديثُ الحَسن، وحديثُ الحسن حديثُ أميرِ المؤمنين(ع)، وحديثُ أميرِ المؤمنينَ حديثُ رسول الله(ص)، وحديثُ رسولِ الله قولُ الله عزَّ وجلَّ.

وقد رُوِيَت عنه(ع) العلوم المختلفة، كالتفسير، والكلام، والفلسفة، والكيمياء، والتَّوحيد، والطِّب، والآداب، والأخلاق، فضلاً عن التَّشريع من الفقه والحديث..

وتاريخه(ع) يتحدث أنه ابتُليَ بالزَّنادِقة في عصره وهم المنكرون للإيمان بوجود الله، أمثال أبي شاكر الدّيصاني، وابن أبي العوجاء وابن المقفع وغيرهم، وقد تصدَّى لهم وناقشهم وتصدَّى للانحرافات الاعتقاديَّة الَّتي كان يثيرُها هؤلاء الزَّنادقة وغيرهم في المُجتَمَع الإسلاميّ، وكان يخاطبهم بالحجَّة والبرهان، حتَّى أنَّهم كانوا يحترمونه ويجلُّونه لأسلوبِه ومنطِقِه وحُسنِ أخلاقه، وهذا ما تكشفه لنا بعض الرّوايات في هذا المجال، حيث أنَّ أبا شاكر الدَّيَصَاني: أَتَى بَابَ أَبِي عَبْدِ الله(ع) فَاسْتَأْذَنَ عَلَيْه فَأَذِنَ لَه فَلَمَّا قَعَدَ قَالَ لَه يَا جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ دُلَّنِي عَلَى مَعْبُودِي فَقَالَ لَه أَبُو عَبْدِ الله(ع) مَا اسْمُكَ فَخَرَجَ عَنْه ولَمْ يُخْبِرْه بِاسْمِه فَقَالَ لَه أَصْحَابُه كَيْفَ لَمْ تُخْبِرْه بِاسْمِكَ قَالَ لَوْ كُنْتُ قُلْتُ لَه عَبْدِ الله كَانَ يَقُولُ مَنْ هَذَا الَّذي أَنْتَ لَه عَبْدٌ فَقَالُوا لَه عُدْ إِلَيْه وقُلْ لَه يَدُلُّكَ عَلَى مَعْبُودِكَ ولَا يَسْأَلُكَ عَنِ اسْمِكَ فَرَجَعَ إِلَيْه فَقَالَ لَه: يَا جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ دُلَّنِي عَلَى مَعْبُودِي ولَا تَسْأَلْنِي عَنِ اسْمِي فَقَالَ لَه أَبُو عَبْدِ الله(ع) اجْلِسْ -وإِذَا غُلَامٌ لَه صَغِيرٌ فِي كَفِّه بَيْضَةٌ يَلْعَبُ بِهَا- فَقَالَ لَه أَبُو عَبْدِ الله(ع) نَاوِلْنِي يَا غُلَامُ الْبَيْضَةَ، فَنَاوَلَه إِيَّاهَا، فَقَالَ لَه أَبُو عَبْدِ الله(ع): يَا دَيَصَانِيُّ، هَذَا حِصْنٌ مَكْنُونٌ، لَه جِلْدٌ غَلِيظٌ، وتَحْتَ الْجِلْدِ الْغَلِيظِ جِلْدٌ رَقِيقٌ، وتَحْتَ الْجِلْدِ الرَّقِيقِ ذَهَبَةٌ مَائِعَةٌ وفِضَّةٌ ذَائِبَةٌ، فَلَا الذَّهَبَةُ الْمَائِعَةُ تَخْتَلِطُ بِالْفِضَّةِ الذَّائِبَةِ، ولَا الْفِضَّةُ الذَّائِبَةُ تَخْتَلِطُ بِالذَّهَبَةِ الْمَائِعَةِ، فَهِيَ عَلَى حَالِهَا، لَمْ يَخْرُجْ مِنْهَا خَارِجٌ مُصْلِحٌ فَيُخْبِرَ عَنْ صَلَاحِهَا، ولَا دَخَلَ فِيهَا مُفْسِدٌ فَيُخْبِرَ عَنْ فَسَادِهَا، لَا يُدْرَى لِلذَّكَرِ خُلِقَتْ أَمْ لِلأُنْثَى، تَنْفَلِقُ عَنْ مِثْلِ أَلْوَانِ الطَّوَاوِيسِ، أتَرَى لَهَا مُدَبِّراً قَالَ فَأَطْرَقَ مَلِيّاً ثُمَّ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَه إِلَّا الله وَحْدَه لَا شَرِيكَ لَه، وأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُه ورَسُولُه، وأَنَّكَ إِمَامٌ وحُجَّةٌ مِنَ الله عَلَى خَلْقِه، وأَنَا تَائِبٌ مِمَّا كُنْتُ فِيه.

وقد اهتمَّ الإمام (ع) في أجواء المُسلمينَ بتقويم الجَانِبِ الاجتماعيّ الأخلاقيّ، ونأخذُ منه في هذا المجال بعضَ كلماتِه حين يقول: ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ اسْتَكْمَلَ خِصَالَ الإِيْمَان، مَنْ إِذَا غَضِبَ لَمْ يُخرِجْهُ غَضَبُهُ عَنِ الحَقِّ، وَإِذَا رَضِيَ لَمْ يُخْرِجْهُ رِضَاهُ إِلَى البَاطِلِ، وَمَنْ إذَا قَدِرَ عَفَا.

فيُعطي صورةً عَنِ الغَضَبِ الَّذي من آثارِه، تَحويِلُ صاحبِه عن الخطِّ القويم، وجادَّة الحَقّ. ونحن نرى رسولَ الله(ص) حينَ أراد منهُ أحدُ المؤمنينُ أن يُوصيه، فقال له ثلاثًا: لا تَغْضَبْ، ثُمَّ قالَ(ص): لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرعَة -أي القوي الَّذي يستطيع أن ييصرع ويغلب كلَّ من يصارعُه-، إنَّما الشَّديدُ من يَملِكُ نَفسَهُ عَنِ الغَضَب -فلا يتعدَّى حُدُودَه، ولا يَتكلَّم بالباطل من الكَذِب والغشِّ والنَّميمة والغِيبَةِ والبُهتانِ وغيرها.

ونقرأ أيضًا في كلام الصادق(ع) في بعض وصاياه: إيَّاكُم أنْ يَبغِي بَعضُكُم عَلَى بَعْضِ، فَإنَّهَا لَيسَتْ مِن خِصَالِ الصَّالِحينَ، فإنَّهُ مَن بَغَى –على النَّاس- صَيَّرَ اللهُ بَغيَهُ على نَفسِهِ –لأنَّه يوم القيامة سوف يلاقي ذلك كلَّه في كتاب أعماله وسوف يُحاسَبُ عليه- وصَارَتْ نُصْرَةُ اللهِ لِمَن بُغِيَ عليه-لأنَّ الله ينصرُ المظلومين والمستضعفين- وَمَنْ نَصَرَهُ اللهُ غَلَبْ، وأصابَ الظَّفَرَ مِنَ الله.

وَإيَّاكُمْ أَنْ يَحسِدَ بَعضُكُمْ بَعْضًا، فإنَّ الكُفْرَ أَصلُهُ الحَسَدْ، وذلكَ لمَّا حسَدَ إبليس آدم.

وَإيَّاكُمْ أن تُعِينُوُا –الظَّالمينَ في ظُلمِهم- عَلَى مُسْلِمٍ مَظْلُومٍ يَدْعُو اللهَ عَليكُمْ ويُسْتَجَابُ لَهُ فِيكُم، فَإنَّ أَبَانَا رَسُولَ الله(ص) يَقُوُل: إنَّ دَعْوَةَ المُسلِمِ المَظلُومِ مُستَجَابَة.

وعن الصَّادق(ع) أيضًا في حديثه عن سياسةِ الأمور والانتباه والحذر إلى الأجواء العامَّة قبل الوثوق بأيِّ أحدٍ يقول(ع): إِذَا كَانَ الزَّمَانُ زَمَانَ جَوْرٍ وَأَهْلُهُ أَهْلَ غَدْرٍ فَالطَّمَأْنِينَةُ إلى كُلِّ أَحَدٍ عَجْزٌ، أي ضَعف، وقلَّةُ إدراكٍ وسُوءُ سياسةِ وتَدبير، لأنَّكَ لا بُدَّ أن تدرُسَ الأجواء العامَّة المحيطةَ بكَ قبلَ أن تُعطيَ ثقتَك لأحد، فإذا كان النَّاسُ والمؤسَّساتُ والأنظمةُ والدُّولُ يتحرَّكونَ في خطِّ العدلِ والاستقامة، فإنَّه يُمكنُ لكَ أن تبنيَ سياساتِكَ على الثِّقةِ بهذا العدلِ وهذه الاستقامة، ويمكنُ لكَ أن تتعاملَ مع الجميعِ بحُسنِ النِّية، وأن تفترضَ حُسنَ نَواياهُم تجاهَك. وأمَّا إذا كان النَّاسُ والمؤسَّساتُ والأنظمةُ والدُّولُ يتحرَّكونَ في خطِّ الظُّلم، فإنَّ عليك أن تكون اليقظَ والحذِر حتَّى لا تتعرض للغدر والظُّلم فتُنتَهَكُ حقوقك، ويعاملُك العالم كلُّه على أنَّك أنتَ الظَّالم، ويجتمعونَ عليكَ لمنعكَ من استعادةِ حقِّك، وقد مرّت علينا قبل أيَّامٍ، ذكرى حربِ تمُّوزَ عام 2006 حين صَدَّت المقاومةُ عدوانًا شاملاً، شنّته “العدوُّ الصّهيونيّ” بدعمِ إقليميٍّ وعالميٍّ كبير، لكنَّه انتهى بهزيمةٍ مدوّيةٍ للعدوّ وانتصارٍ كبيرٍ للمقاومة، ليشكِّلَ هذا التَّاريخُ محطّةً مفصليَّةً في تاريخ الصِّراع مع العدوّ الصّهيونيّ، في وقتٍ تمرُّ المنطقة العربيَّةُ والإسلاميَّةُ بمرحلةٍ من أصعبِ المَراحِل، حيثُ تتَعاظَمُ التَّحدِّياتُ والأخطار، في الدَّاخلِ والخَارِج.

وقد جاءت الحرب الَّتي يواصل العدوُّ الصّهيونيُّ شنَّها على قطاع غزة، لتقدِّم دليلاً جدّيًّا على صوابيّةِ خَيارِ المقاومةِ في التَّعامُل مع هذا العدوّ، الَّذي لا يفهم إلّا لغة القوة، فقد فشِلَ من جديد، في إسقاط المقاومة الفلسطينيَّة أو حتَّى توجيهِ ضربةٍ قويّةٍ إليها، بل على العكس من ذلك، فقد تعرّض جيشُه بعدَ إجتياحه البرّيِّ إلى خسائرَ كبيرة، كما فشِل في منع صواريخ المقاومة من التَّساقطِ على كافّة المستوطنات والمدن الخاضعة لاحتلاله في كلِّ أنحاء فِلَسْطِينَ المحتلّة.

إنَّ صمودَ المقاومَةِ في غزَّة، عسكريًّا وسياسيًّا، يشكِّلُ رادعًا للعدوِّ، يمنعُهُ عن ارتكاب أيِّ حماقةٍ جديدة، ويؤكِّد أهميّة استمرار بناءِ القُوَّة من أجل ردعه وصدّ عدوانه حاضرً ومستقبلًا.

فإذا كانت “العدوُّ الاسرائيليُّ” قد فشل في تحقيق أيِّ انتصار يُذكَرُ على المقاومينَ المُحاصَرينَ في غزّة، فكيف له أن يُواجه المقاومة في لبنان، الَّتي تمتلك قدراتٍ أكبر بكثير، والَّتي راكمت تجاربَ كثيرة ونوعيَّةً في الصِّراعِ مع العدوِّ ومعرفة نقاط ضَعفه، تتيح لها إلحاق هزيمةٍ كبرى به.

من جهة ثانية، فإن “إسرائيل” تُطلق العَنان لآلتها الحربيَّة في قتل الأطفال وارتكاب جرائمَ ضدَّ الإنسانيَّة، دون أيِّ رادعٍ أو موقفٍ دوليٍّ مُستنكِر، بل إنَّ الجهاتِ الغربيَّةَ تضغطُ من أجل منع التَّحقيقِ في جرائمِ الحربِ المُرتكبة في غزَّة، حيثُ كشفت صحفٌ غربيَّةٌ نقلاً عن محامينَ وموظَّفينَ في المحكمة الجنائيَّة الدّوليَّة أنَّها تفادت باستمرار فتحَ تحقيق في جرائمِ الحربِ التَّتي وقعت في غزة، وذلكَ نتيجةَ ضُغوطٍ أميركيَّةٍ وغربيَّة.

إنَّ هذا الصمت عن المجازر الوحشيّة، يوضح كيفيَّة تعاطي ما يُسمَّى بالمجتمع الدّوليِّ مع قضايانا، حيث يعمل لحماية “إسرائيل” ويغطِّي جرائمها، كما أنّه يدّعي أيضًا مواجهةَ الجماعاتِ التَّكفيريَّةِ في العراق، في حين يقوم بدعمها في سوريا بهَدَف استنزاف محورِ المقاومة، وخصوصًا المقاومةَ الإسلاميَّةَ، بعد أن عجزوا عن إلحاقِ أيِّ ضررٍ بها، لذلك يحاولونَ من جديد، عبرَ الأدوات التكفيريَّةِ من أجل محاولةِ تعطيلِ دورِها في حمايةِ لَبنانَ والأمَّة، ومنعها من تقديم الدَّعمِ للمقاومةِ في فلسطين، الَّتي لم تكن لتحقِّقَ هذا القدر من النجاح والرَّدع لولا دعمُ محورِ المُقاومة. لذلك، فإنَّ الغَرب لا يهتمُّ بالقضاء على التَّكفيريِّينَ في سوريا، طالما أنَّهم يخدمون مشاريعَه ومصالِحَه، كما يخدِمون العدوَّ الصّهيونيّ، من خلال إغراق المنطقة في الفتن المذهبيَّة واستنزافِ قواها الحيّة.

ختاماً، في أجواء إنتصار تموز 2006، يبقى الأملُ كبيرًا بتَحقُّق الوعدِ الإلهيّ بانتصار المستضعفين، رغم قوة العدوِّ ومكرِه وطغيانه، ليسقطَ كيدُه من جَديدٍ كَما سَقط سابقًا، ليكون النَّصرُ للمؤمنين وللمستضعفين إن شاء الله تعالى.

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالمُؤْمِنُونَ [التوبة:105] والحمدُ للهِ ربِّ العالمين

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …