اعتبر المحلل السياسي محمد عبيد أنّ التأزم في لبنان وراءه قرار سعودي، مشيراً الى انّ النيل من العماد ميشال عون من شأنه عزل حزب الله.
ورأى عبيد في حديث الى قناة “الجديد”، أنّ السعودية تسعى القول انها متواجدة في اكثر من موقع وساحة وملف، رغم الإتفاقيات التي تحصل في الإقليم وتحديداً مع ايران.
وسأل عبيد عن توقيت اطلاق النار من قبل رئيس مجلس النواب نبيه بري على العماد ميشال عون، سيما وأنّه لا الجنرال عون ولا حزب الله يتحدثان عن الإنتخابات الرئاسية، وقال: عدم قبول العماد عون بالتمديد للمجلس النيابي واعتباره قانوني وغير شرعي سبق وقاله منذ التمديد الأول والثاني، وما يقوله الجنرال عون بديهي في علم القانون لأنّ وكالة الشعب انتهت.. وبالتالي لا بري ولا حزب الله ولا احد يستطيع شرعنته.. أما قانونيته فالجميع بمن فيهم التيار الوطني الحرّ يتعاطون معه..
بري يعمل لصالح “14 آذار” ضدّ حزب الله
ورفض عبيد تقزيم موضوع التعيينات لحصرها باسم العميد “شامل روكز” أو تصنيفها ضمن المطالب الشخصية، وقال: الهدف الأساس ليس كسر العماد عون في قيادة الجيش، او طرح اسم العميد روكز.. الأزمة هدفها ايجاد شخص بديل عن العماد عون في موقع رئاسة الجمهورية، وسيما وأنّ حزب الله يعلنها مباشرة أنّ اول حرف لمرشّحهم الرئاسي هو “ميشال عون”. واضاف عبيد “الهدف العميق لبري موجّه ضدّ حزب الله لمنعه من انتخاب العماد عون، من خلال استبعاد فكرة انتخابه.
وأمل عبيد الإنتهاء من الثنائية الشيعية التي تتحكّم بالسطلة، لافتاً الى الحريرية السياسية التي تعتبر ان حزب الله غرقان بحربه ضدّ الإرهاب.. جعلت مشاركة الشيعة في السلطة وعلى مدى سنوات مُقتصرة على حركة امل..
واعتبر عبيد أنّ الصور التي وزعّت لقائد الجيش جان قهوجي في الإحتفال الغداء الأخير، كشفت ما هو مضمر، وبالتالي لا يمكن القبول به كرئيس حيادي.. وقال: قضية العماد عون بخصوص تعيين قائد جيش لا يمكن وصفها بمطلب شخصي، لأنه طرح وضع 5 أسماء لتولّي هذه المهمة.. فلماذا الحكومة قادرة أن تعيّن عشرات مدراء العامين وغير قادرة على تعيين قائد للجيش.. الحريرية السياسية هي من تحكم البلد، وللاسف رأس الحربة بهذا الموضوع هو نبيه بري وعلى حزب الله تحمّل المسؤولية.. من دون ان اعني بذلك انه موافق على تعيين قائد الجيش، والدليل على ذلك عدم تهنئة وزراء حزب الله لقائد الجيش بالتمديد الثاني..
ما بقا فينا نخبّي الأمور
ورداً على سؤال عن اهمية التحرّك للمطالب الإجتماعية، قال عبيد: الدولة مهترئة، هناك حالة إبتزاز مستمرة لحزب الله وحتى بالملفات الإجتماعية.. التقويص على العماد عون هو تقويص على حزب الله، ما بقا فينا نخبّي الأمور.. قضية مواجهة الإرهاب ومحاربة اسرائيل والدفاع عن فلسطين، لا تتناقض مع تاريخ الشيعة والتعاطي مع الفساد والحاكم الطاغي.. واضاف عبيد: القصة قصة اجتماعية وفساد، التشيّع حركة لا مؤسسة ورفض للحاكم المنحرف حتى لو كان شيعياً، وفي حال استمّر حزب الله بتجاهل مشاكل الناس برأييّ حزب سيُحاصر سياسياً.. لأنّ العدو مش وحدو يللي بذلّ، هناك سلطة ايضاً تذلّ الناس.
وعن وقوف العماد عون وحيداً في معركة الحفاظ على الدستور، قال عبيد: العماد عون حررّ سماحة السيد حسن نصرالله عن التزامه الأخلاقي (بخصوص الدَينْ ليوم الدين) العماد عون يخوض معركته بمعزل عن حزب الله، وهو لن يتراجع، وأكاد أجزم بان الحزب لن يترك العماد عون وحيداً، لأنه يعرف انه هو المُستهدف التالي..
وأنهى عبيد حديثه بالقول: لحظة الحقيقة ظهرت، أزيحت الأقنعة عن الوجوه، وهذا الأمر توصيف لاصطفاف سياسي.. بانت الحقيقة وعلى حزب الله ان يأخذ موقفاً واضحاً، وكلّ كلام عن مبادرات وربط الملفات كلام الهائي، على حزب الله ان يفتح الدينامية السياسية عند الشيعة، وعليه ان يضع رؤية لكيفية ادارة السلطة، لأنّه لا يمكن التعايش بين الفساد والمقاومة، ولأنّ الفساد سيطعنها بعد حين… وكلام رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد بالأمس من أنّ جماعة أو سلطة غير مؤتمنة على ادارة الملفات الإجتماعية كيف يمكن ائتمانها على قرار الحرب والسلم ضمن هذا الاسياق.. وبرأيي إنّ تعايش المقاومة مع الفساد منذ التسعينات وحتى اليوم سبب استمرار هذه البلايا على لبنان، وانتخاب رئيس للجمهورية نظيف من شأنه حماية لبنان والمقاومة والوطنيين والمسيحيين…
المصدر: الجديد