في معرض حديث العماد عون منذ أيام وصف علاقة تياره بالحزب بأنها إنتقلت من التفاهم إلى “التكامل الوجودي”.
كمواطنين عاديين غير “مفيّشين” على قوائم أي من الأحزاب والمجموعات الفاعلة على وبالأرض اللبنانية والمستفيدين المباشرين والشاكرين بعد التضحية من جهود المقاومة البطلة في تحرير الأرض، كان لا بد لنا إلا أن نفرح بهذا التقارب وهذه اللمة اللتان يجتمع فيهم مسلم مع مسيحي على كلمة سواء في وطن نعشقه ولا سبيل له في الحياة الا بتعاون كافة أبنائه!
مرت عدة أيام لنهضم ما قيل ونستوعبه ونتفكر فيه، خاصة والبلد يغلي على إثر التمديد المشؤوم الذي استغل فيه النواب الممددين لأنفسهم والممدد لهم الوكالة المنتهية الصلاحية أصلا لينطلقوا ويعلنوا عن تمسكهم بإمتيازاتهم لعامين ونصف قادمين. ولنخرج بجملة إستفسارات لا ندري إن كان لها صدى أو إجابة عند الماسكين بمقدرات البلد.
– إن التكامل الوارد أعلاه يتم بين مجموعتين حزبيتين تعملان بأجندات مؤسساتية ليست بالضرورة شعبية ولا توضع بطرق ديمقراطية تعكس إرادة الشعب.
– نتائج هذا التكامل ستصب في مصلحة المجموعتين وليس بالضرورة في مصلحة الناس والعامة،
– هذا النوع من التحالفات الثنائية والثلاثية والرباعية شهدنا عدة نماذج منها في لبنان. هذه التحالفات لم تؤدي سابقا إلا إلى إنتاج محادل إنتخابية كانت دوما معطلة لإرادة الناس في إيصال رجالات مستقلة يمكن لها أن تتعامل معها مباشرة وأن تحاسبها عند الإنتخابات فتكون هذه الشخصيات تحت سلطة الناس لا العكس.
– النواب المتخرجون من محادل التحالفات الجانبية هم دائما موظفون عند أمراء الطوائف وبالتالي فإن مجلس نوابنا مختصر بخمس أو ست شخصيات تقرر والباقون يبصمون بحمد الأمراء.
– تجربتنا مع الحزب تقول أنه يسخر مصلحة الداخل لخدمة المصلحة الإستراتيجية والخارجية. هذا جميل ولكن هذا يؤمن نصف مقومات العيش الكريم. نحن نشكر الحزب على حماية البلد من نار الخارج ولكن نيران الداخل حرقتنا وأرهقتنا. جميل أن تحمي المنزل من النيران المشتعلة مع المحيط ولكن ما قيمة هذا الجهد إذا جاع من في المنزل أو فر جزء منهم هربا من الظلم أو مات من المرض جزء منهم أو كفر بكل شيء الباقون!؟
– تجربتنا مع التيار تقول أنهم جميلو المظهر طيبو الكلام وهدفهم إيصال الجنرال إلى بعبدا ليحكم ولو ليوم ونسأل الله له العمر المديد!
أمام هذا الواقع نجد أن هذا التحالف لا يلبي حاجة اللبنانيين بالضرورة في دولة. الشعب الطيب وغير المتحزب أي الأغلبية لن تمانع في إمساككم للسلطة. معوضين البركة بشرط أن تعملوا على تقويم وإعادة ترتيب هذه الدولة.
لو نظر الحزب إلى الدولة ونظم فيها كما ينظم في عملية ضد العدو ولو نظر الجنرال إلى الدولة ونظم فيها كما كان ينظم في كتيبة المدفعية التي كان يقودها في الجيش لكان هناك أمل في قيامكِ يا دولة!
لأننا نكن لكم المودة نسأل ولأننا نودكم نقول لكم أن الفساد فاض وزاد لعلكم تنقذون بعضا من ماء وجهكم وأنتم تعملون على إنقاذ هذا الوطن!
سامحونا!
نضال بيضون
١٦ تشرين الثاني ٢٠١٤
العويني، تولوز، أو سيدني وكلها جنوب
Bintjubayl.com