وليد زرقط
AM 02:13 2014-09-13
على أثر ذبح «داعش» للشهيدين من الجيش، علي السيد وعباس مدلج، تعالت الأصوات والدعوات إلى ذبح كل السجناء الإسلاميين الموجودين في السجون اللبنانية على قاعدة العين بالعين، فضلاً عن مطالبة الجيش اللبناني والدولة اللبنانية بطرد اللاجئين السوريين من لبنان واعتبارهم جميعاً إرهابيين قتلة يجب إبادتهم.
السؤال الأساس الذي يجب التوقف عنده: هل من الممكن تطبيق المبدأ القرآني «العين بالعين» من دون المبدأ الآخر «ولا تزر وازرة وزر أخرى»؟ فأين العقل والمنطق في الدعوة إلي الانتقام من اللاجئين السوريين، خصوصاً أن القصاص يجب أن ينزل بالمرتكب نفسه وليس بأهله وجماعته؟
أين المنطق والعقل في المطالبة بالتماهي مع ممارسات «داعش» وإجرامها، إذ يجب علينا ألا ننسى أن الفارق بيننا وبينهم، هو أننا ما زلنا نؤمن بإنسانيتنا في مواجهة وحشيتهم، ولن ننزلق إلى ممارساتهم عبر التمسك بإنسانيتنا كي لا نصنع من أنفسنا وحوشاً ومجرمين في مواجهة وحشيتهم وإجرامهم.
مما لا شك فيه أن بلادنا تمر بمرحلة صعبة ودقيقة، لكن هدف قوى التعصب والكراهية، وعلى رأسها إسرائيل التي تحرك أو تستفيد من الجماعات المجرمة، يدفعنا إلى ردود أفعال غرائزية، يختلط فيها الحابل بالنابل، فلا نعود نميز بين البادئ والظالم، وبالتالي إدخال بلداننا في حروب إجرامية عبثية. فغاية القوى تلك إظهارنا كجماعات همجية لا تمت إلى الإنسانية بصلة، وإيصال منطقتنا إلى تبرئة إسرائيل من وحشيّتها وعدائيتها لأمتنا، فيصبح إجرامها بحق الفلسطينيين مبرراً مقارنة بإجرامنا بحق أنفسنا.
فالمطلوب ألا نتخلى عن إنسانيتنا في محاربة هذه الوحشية، وألا ننساق إلا إلى لغة العقل، وأن ندافع عن وطننا بشرف عبر الحفاظ على المبادئ السامية لمعنى وجودنا الإنساني وإلا فسينال منا أعداؤنا، ولن نكون في النهاية إلا صدى لوحشيّتهم التي يريدونها لنا.
السفير