نشأنا وكبرنا نحن في “مرقد العنزة” على فكرة أننا مميزون متميزون غير كل الأعراب علما ومعرفة ومصدرون للغرب الشعر والثقافة والحرف وما إلى ذلك.
لبلوغ كنه ما أقصد فليس على القارئ إلا أن يستذكر يوماً إلتقى فيه عربيا من دولة إقليمية ويستعيد ذاك الشعور وتلك النشوة بالترفع على من نلتقي. سبحان الله!
كل ذلك فيه من الجمال والثقة والعزة بالنفس ولا بد لكل إنسان من أن يفتخر ويفاخر بأصله وفصله ولربما الخطأ عند الأخرين بما يكتنزونه في داخلهم من ضعف وخضوع.
بعيدا عن هذا الشعور فإن عندنا من المتناقضات ما يبعث على الحيرة والدهشة إن لم يكن الغثيان.
– فما رأيكم مثلا بالمعمم والدجال في آن؟ أمر فعلاً كبير وصعب على القبول!
– أو ما رأيكم بالثائر القائد عميل المخابرات في آن؟ أمر مرعب فعلا!
– أو ما رأيكم في من يعمل في السياسة ويعتاش منها دون أن يكون له أي وظيفة تدر راتباً!? من أين يعتاش!؟
– أو مثلا من هو في موقع ريادة المجتمع والذي لا ينفك يعيد على مسامعك ما ورثه عن جده لأبيه أي يوم كان الحمام الزاجل أسرع وسائل الإتصال.
– أو من ينشد قصائد الحرية والإباء في فيء شرفة جبار متكبر!؟ أمر عظيم!
… وتطول اللائحة….
كل ما ورد أعلاه ليس أمراضا مجتمعية بحد ذاتها بقدر ما هو عوارض لعلة عظيمة إرتضيناها منذ زمن ألا وهي أننا متخلفون!
كلنا مقتنع أننا شعب بلغ الحضيض. نعتبر نعت التخلف إهانة ولا سبيل لنا ولا جهد للتغيير.
وهنا نتذكر قوله عز وجل
بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ
صدق الله العظيم
فهل نغير ما في سرائرنا ليتغير حالنا؟