في عظته خلال القداس الذي أحياه في كنيسة الموارنة في حيفا، الذي حضره عدد من اللحديين، بدا الراعي مستفزاً من الاعتراض على الزيارة وعلى لقائه بهم على نحو خاص. رأى أن انتقاده «جرح في الصميم، فيما لم آت لعقد صفقات سياسية أو تجارية أو اقتصادية أو أمنية». وللحديين قال إنه يرفض «وصفهم أو التعاطي معهم على أنهم عملاء أو مجرمون أو أن تكون عودتهم منوطة بأحكام عفو قضائية أو قرارات دولية». الحل في رأي الراعي، هو المصالحة. وتساءل: «ما الجرم الذي ارتكبتموه؟»، مشيراً إلى أن من «اضطر إلى ترك وطنه عام 2000، لم يحارب الدولة والوطن والمؤسسات، ولم يعطل رئاسة الجمهورية ويفقر اللبنانيين». وخاطبهم بتأثر قائلاً: «أريد أن أفهم ما هو جرمكم؟ أنتم الذين تحبون لبنان، وتحملون أعلامه». المصالحة التي بشر بها الراعي، سيحملها معه إلى لبنان حيث سيطرحها مع المسؤولين المعنيين، كما وعد اللحديين.
يكاد البطريرك في زيارته هذه أن يكسر كل الخطوط الحمراء. زار فلسطين، وهي تحت الاحتلال. التقى العملاء وحوّلهم من جلادين إلى ضحايا، ثم قرّر أن يمنحهم أمس صكوك البراءة من جرائمهم. وبرغم امتناعه عن لقاء أي مسؤول صهيوني، لفت أمس استقباله في بلدة فلسطينية من قبل احد أبرز دعاة تجنيد العرب في صفوف العدو.
الأخبار