هذه الكلمات هي أنين وصراخ وعبارات كفر في وطن شاء القدر أن نكون أبناءه. لذلك لن يكون في مقالتنا هذه غزل في قمم الجبال ولا رمل السواحل. هذه المقالة إنما هي كفر وفجور في وجه كل من يتنطحون لسلطة وتسلط في هذا البلد لبنان.
٢٩ كائن بشري لبناني بين رجل وامرأة وطفل دفع كل منهم عشرة آلاف دولار أمريكي وأبحروا على مركب خشبي إلى أبعد بقعة أرضية من لبنان، أي أستراليا. تحطم المركب على شواطئ أندونيسيا فغرق معظمهم!
هل هؤلاء مجانين؟ هل هم من هواة المخاطرة العبثية؟ هل هم مجرمون فارون من العدالة؟ هل هم حالات شاذة في مجتمع سليم؟
لا هذا ولا ذاك. هؤلاء فقراء ضاقت بهم الدنيا إلى حد الإنتحار. ألم يقل الإمام علي عليه السلام ‘أعجب لإمرئ أولاده جياع كيف لا يخرج شاهراً سيفه!’. هؤلاء أناس من منطقة فقيرة معدمة لا يأبه لمأساتهم أحد.
إلى متى سيبقى النفاق هو الحاكم في بلادنا؟ إلى متى ستبقى هذه الأنانية هي الحاكمة فلا يأبه واحدنا لما يحل بجاره؟ إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. إن أزماتنا تتطور من سيئ إلى أسوأ لأننا شعوب متخلفة بتطلعاتها وفي نظم حياتها.
يموت اللبناني في اليوم مئة مرة ويوم الإنتخابات يذهب بطواعية ليعيد تنصيب الفاسدين المفسدين حكاماً في رقاب عياله وأبنائه.
متى نستيقظ ونسقط هذه الطبقة السياسية واللا إنمائية لا بل الهدامة الفاسدة المفسدة الحاكمة والمتحكمة بمصائرنا. متى تنتهي مآسيك يا شعب تعجبت من تخلفه الأمم.
ملعونة السلطة وملعونة السياسة وملعونة الأحزاب وملعونة المؤسسات الحكومية وغير الحكومية في وطن لا حرمة للإنسان ولدمه فيه!