كانت جدتي تقول: أحِب وداري وعادي وداري

من منا لم يسمع بهذه المقولة في حياته!؟

كان السيد المرجع رضوان الله عليه يوصي خيراً بالمقولات والحكم الشعبية، وذلك لما تحمله من تجربة مجتمعية عميقة.

ومن وصايا المرجع المواكبة للحكمة الواردة أعلاه. وينطلق سماحته في تقريب الفكرة ليتمثل بحركة السيارة في الطريق. فلا يجوز لك أن تنطلق بأقصى سرعة حد التلاصق مع السيارة التي أمامك. كما لا يجوز التمسك بمسافة بعيدة مع هذه السيارة.

الإلتصاق بمن أمامك هو تسليم لمشيئته وسلب لقدراتك. فمتى ما اختار الإسراع او الإلتفات يميناً أو شمالاً كنت اللاهث خلفه ومن دون تفكير. أما إذا اختار الوقوف فجأة اصطدمت به وهشمت نفسك وهشمته!

بالمقابل فإن قرار الإبتعاد حد القطيعة هو اصطناع لحالة من الهالة الوهمية والعدائية حول النفس. هي إطار من النفور النفسي الذي لا يلبث أن يصبح حسياً تصبح معها بيوت وأحياء وشوارع محرمة عليك لوجود إنسان تختلف معه فيها.

بالوصول الى العبرة من كل ذلك، فإن على الإنسان أن يكون وسطياً في مواقفه وفي تقربه وابتعاده عن الناس. ونختم بقول سيد البلغاء الإمام علي عليه السلام

أَحْبِبْ حَبِيبَكَ هَوْناً مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ بَغِيضَكَ يَوْماً مَا، وَأَبْغِضْ بَغِيضَكَ هَوْناً مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ حَبِيبَكَ يَوْماً مَا.

BintJubayl.com

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …