كان ظلوماً جهولا

يقول عز من قائل

بِسْم الله الرحمن الرحيم
إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا
صدق الله العلي العظيم

إني وإن لا أدعي الإطلاع أو المتابعة للدروس والعلوم الحوزوية، إلا أن معرفتي للغة العربية التي اختارها المولى عز وجل لمخاطبتي كإنسان تحفزني على أن أقرأ وأتأمل في كلامه جل وعلا. وتأملي اليوم هو في كلمة “الأمانة” التي وردت في الآية الكريمة.

كما أني أحصر بحث العجالة هذا في أمانة الإنسان في مسؤوليته تجاه أهله.

وقمة الأمانة نحو الأهل قد عبر عنها المولى عز وجل بقوله:

بِسْم الله الرحمن الرحيم
وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا
صدق الله العلي العظيم

ومن هذه الآية الكريمة نستفيد أن الأمانة نحو الأهل تكمن في أمور منها:
يأتي موقع الولاء للأبوين بعد الولاء لله عز وجل مباشرة. فإن الولاء لله هو ولاء عبادة من خلال صلاة وصوم وما أإلى ذلك من قواعد دينية، فإن الولاء للوالدين والذي هو جزء لا يتجزأ من الولاء لله سبحانه فإن هذا الولاء وهذه الأمانة تكمن في الإحسان إليهما.
والإحسان فيه أبواب. فمنه الإحسان المادي فلا يعيش الأبوان الحاجة في وقت يعيش الإبن الرخاء. ومن الإحسان الإحترام ومنه التواصل ومنه إدخال الفرحة إلى قلوبهم ومنه رد الأذى عنهم ومن أكثر ما يعتبر إحساناً هو عدم رمي الأثقال عليهم.

عندما يتقدم الأبوان في العمر يصبحان بحاجة الى الراحة النفسية والجسدية. ومن أبسط حقوق الأمانة أن لا يأتي الإبن بمشاكله ومصاعب حياته فيقحم أبواه فيها ويشركهم في تحملها وتفاصيل معاناتها. فهذا ظلم وتعد وسرقة لعمر الأهل.

ومن المؤسف أن ترى كيف أن بعض الأبناء يعيشون الخمول واللامسؤولية. ولعلهم في بعض المواقف يستعبدون آباءهم وأمهاتهم مستغلين بذلك ما يحمله الأهل من حنان وطيبة!

كفانا الله واياكم شر أنفسنا وقدرنا وإياكم على أن نكون خير أبناء لخير أهل فلا نخون أمانة الله في أنفسنا وأهلينا.

وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون.

والحمد لله رب العالمين.

كتبها نضال بيضون
سيدني أستراليا ٧ آذار ٢٠١٥

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …