قوم عن التلفزيون

زياد الرحباني
فيك تجلّس شوي أنا وعم بحكيك. إي هيك أفضل… عم بسألك سؤال عن الغبرا… وردة فعلك متل العادة، مفتكر إني عم بحكيك بإشيا «سفسطة»، يعني بإشيا بس بالحكي بتبيّن إلها معنى، وهيي حكي أو لعب عالحكي أو بالحكي بدون معنى… إنتَ مستعد تتهمّ هيك حديث بأي شي، بس لََمَا تشيل عينك لحظة عن التلفزيون وعن ليلى عبد اللطيف بهاللحظة… ولاه معقول إنتَ وليلى وعبد اللطيف والشيخ اللي زتّها عالهوا كل أسبوع عاتلفزيون منشاف وعندو «هوا» لإلو… وسعّر هالهوا بشكل كتير غالي عالإنسان العادي… يعني هاي المخلوقة شبه فرض عليك وعلييّ…

إي طبعاً… إنتَ نفسَك قلتلي إنها مش عمتعرف تقرا التوقعات اللي كاتبينلها اياهن، وهيي معظم الأحيان مش توقعات، هيي معلومات من مصادرها اللي قادرة تخططلنا إيامنا الجايي عافترة… يا أعرابي يا واد يا تقيل. إنو اللي باعت مجموعات داعش عأ بقعة بالعراق، من الطبيعي يعرف شو رح يصير بكرا، نهار اللي رح يظهروا ويستعرضوا قواتهن، قبلك وقبلي… وإذا خبّر ليلى عبد اللطيف قبل، بتكون المخلوقة ناطقة بإسمو مش بصّارة، وإنتَ مصرّ عالاعجاب بالتبصير… وبس المسا طُلّ أنا صوبك، بتصير تسبّ عبد اللطيف وعبد المولى وعبد المجيد لتخلص منّي… وطّي التلفزيون لحظة انقبر… أيوه… من الأوّل… عم قلّك شي مهم، ولازم تفكّر فيه: كيف لحتّى الغبرا فيها تطير قدّ ما بدّك وبلا جوانح طبعاً… أيّا جوانح… الغبرا نقاط، بقايا شي أو إشيا كتيره، وما بتنشاف قدّ ما صغيرة، ما بتنشاف إلا بصيغة الجمع… موافق؟ طيب… هلق فكّرت شي مرّة ليش بس تغطّ هالغبرا على شي معيّن ما بتعود تعرف تقوم ولا تزيح وأكيد مش تطير وبتصير تكتر وتبيّن، أساساً هيي لتبيّن بيكون صرلها زمان غطّت… ما بتعرف اي رح قلّك: الغبرا أصول تضلّ طايرة، لكن بتغطّ بس عالشي الجامد وما عم يتحرّك… كمان ما ملاحظ هالشي… إي عامهلك. إي شفت، إنتَ مثلاً إنتَ وهالكنباية اللي مخيّم عليها إنتَ بوجّ التلفزيون، بتقدر بسهولة تغطّ عليكن الغبرا… لأنكن بدون حركة… شفت ليش إنتَ والكنباية بتحبّكن الغبرا، متل ما بتحبّ التلفزيون… كل النسوان بيعرفوا إنو الغبرا بتعيّد من الفرح بشاشة التلفزيون نفسو لأنو نوع من مغناطيس بيسحبها للغبرا… أنا عم قلك، مش أنا، حركة التاريخ أكيد مش أنا وحدي، أنا عم عيد… مين أنا وحدي؟ مين؟! مين أيّا واحد وحدو؟ مين كل واحد وحدو؟ ولا شي… يعني مش كل واحد، كلنا واحد فهمت… إي عال… كلنا عم نقلك: قوم عن التلفزيون…

الأخبار

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …