في زمن الردة والخنوع وشيوع النفاق وغياب النصير تتعالى من الأصوات أنكرها محاولة النيل من أقدس قيمة إنسانية في عالمنا المعاصر ألا وهو حجة الإسلام السيد حسن نصر الله حفظه الله.
إني وإن كنت من تلاميذ المرجع المقدس السيد محمد حسين فضل الله الذي يقول بلا قدسية الرجل أياً كان، فإني أغبط نفسي وأبناء زماني من شيعة جبل عامل بأن من الله علينا بالأقدسين السيد محمد حسين والسيد حسن.
ويحضرني في هذا المقام أيقونة إنتصار العام ٢٠٠٦ الحاجة كاملة سمحات رحمها الله وجملتها التي باتت شعاراً ‘فدا صرماية السيد’.
يقال أن البلاغة هي أن تقول أقل عدد من الكلمات فتصيب أبلغ المعاني. وهذا ما بلغته الحاجة كاملة والذي لم ولن يبلغه الكثير من دعاة الثقافة أو حملة شهادات زمن الردة.
الثقافة هي أن تفهم وينطق لسانك بما يعبر عنك وعن إنسانيتك ووجودك ومعناه. ففي تلك اللحظة التي قرر فيها كل عتاة الأرض أن يشطبونا من كل المعادلات ومن كل هذا الوجود فدكونا بأطنان البارود والحديد. كان هناك إرادة من نور الرب يقودها السيد تقف وتواجه وتدافع وترد الضربة بالضربة.
في تموز ٢٠٠٦ تجسد محمد وعلي وملائكة الرحمن وكتاب الله في هذا الرجل وجنوده. في تموز ٢٠٠٦ كان الله مع السيد لأن السيد كان يومها روح الله ويده في الأرض. يومها كان السيد حجة الله على خلقه بأن النصر ممكن والعين تكسر المخرز إذا صدقت النوايا وخلصت. في تموز ٢٠٠٦ كان للسيد كله لله وكان الله بكله مع السيد ومسدد خطاه.
أما لمن أراد أن يفقه معنى كلمة الحاجة كاملة فنقول. فدا صرماية السيد تعني ملء الثقة بالقائد. تعني خلاصة التسليم بقضاء الله. تعني عصارة اليقين بالنصر الوعود. تعني قمة التحدي في وجه العدو. تعني خلاصة حنان الأم نحو فلذات الأكباد الذين كانوا يخوضون المواجهات في مارون وبنت جبيل. تعني عصارة كل دعاء وصلاة رفعت في تلك الأيام لنصرة الدين والأمة. تعني يقين اليقين بوجود إله مدبر يتفلسف بعض مدعي الثقافة في التساؤل حول وجوده من عدمه.
كلمة ‘صرماية السيد’ في ذلك اليوم كان أكثر عمقاً وأدباً وفقهاً وشرعاً من كثير من شهادات جامعات الزيف والمراآة.
لهذا نسأل الله أن يمن علينا بالمزيد من أمثال الحاجة كاملة لتكون لنا أجيال واعية مؤمنة ومدركة لتاريخها وحاضرها ومستقبلها. وكل حرب ونصر وأنتم بخير. ولا تنسوا الشعار….
فدا صرماية السيد!