قم أيها الحبيب!
رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك
كما الزوجة والأبناء فهم لم يصدقوا أنك فتحت باب الأرض وطويته ومضيت ولن تعود
كذلك والدك واخوتك فلقد أخلفت بوعدك معهم. لقد عادوا من مهجرهم ولم يجدوك بخير.
كما أنك لم تصدق قدوم موعد السفر الطويل حتى آخر لحظة، أحبتك أيضاً لم يصدقوا وسيبقون ينتظرونك عند كل موعد من مواعيد الأسرة والأبوة والصحبة الطيبة…
ستكون لهم مواعيد جديدة نعم لكن مع اليتم!
قم وأخبرنا عن المشوار… كل المشوار. مشوار شاب حمل من الصعوبات والتحديات ما يئن منه رجال الأساطير على مدى حيوات تطول ولا تنتهي
خبرنا عن الحروب والمعاناة والتهجير تلو التهجير حينا مع أهلك وحينا بمفردك وحينا مع أطفال حملتهم على دروب الموت لتنجو بهم الى حياة كم ستكون قاسية من دونك
خبرنا عن مجالسة العلماء تبادلهم دفقاً من الطيبة والخلق واللطف ببعض من فقه ودين
خبرنا عن مجالسة المج_اهدين تشاطرهم أطراف الصدق والعزيمة والجود بالروح يوم الجود
قم خبرنا عن الظلم…
ظلم المحتل وكم كان عظيما ظلمه
ظلم الدولة وقد اقفلت في وجهك ووجوهنا كل سبل الحياة
خبرنا كيف مُنعت الدواء والعلاج تارة بإنقطاعه وطوراً بكلفته التي لا قدرة لمواطن على تغطية كلفته
خبرنا عن ظلم الأحزاب تجود بالحياة على المحازبين وتحجبها عن الأُباة غير المتملقين من مقامك
خبرنا عن ظلم مؤسسات تتلطى برزق الأيتام كيف ظلمتك وسوف تستمر ما بدأته من ظلم وعداوة لأيتامك
قم كفكف دمعة رفيقةٍ شاطرتك كل مظلوميتك عبر السنين وها أنت تترجل تاركاً لها وزر ما هو كبير وعظيم على مدى القادم من السنين
ولن أذكر الأبناء خشية أن ينشطر قلبي فلا انهي هذا الخطاب
أيها الراحل مقهوراً مظلوماً لا ظالماً تآكل منه الجسد قهراً وتعباً ومعاناة
سوف يدَّعون يا صاحبي أن المرض قتلك. كذبوا…. والقتلة اللصوص في المناصب والمراكز اركعوا الدولة وما فيها على مدى سني حكمهم. قتلوا الحلم في الناس … زرعوا بذرة الموت في كل أوجه الحياة … لذلك وان سقط جسدك اليوم فالقاتل معروف وممعن في ما هو فاعل
لذلك أقول لك أيها الحبيب… لا تقم!
لا تعد …
هؤلاء الناس على دين حكامهم. ولعل الله فك أسر روحك من على وجه هذه الأرض لأنك صادق أكثر مما يجب في أرض فساد وكذب لا أمل في صلاحها في وقت قريب
وليرقد منك الجسد بسلام ولتبقَ روحك تحرس الأبناء والأحبة
سيكونون بحاجتك في مواجهة أشرار لازالوا هنا.
لقد كانوا في جنازتك…. وسيكونون في جنازاتنا جميعاً.
لتعش روحك السلام الأبدي
طيب الله ثراك أيها الحبيب
الله معك