فضل شمندور يجد منفذا للهرب

بعد سماعه التفاصيل المتعلقة بالقاء القبض على احمد الاسير في مطار بيروت، سأل فضل شاكر «المطرب التائب» الذي اكد انه قطع كل علاقاته مع «سماحة الشيخ»، سأل مرافقيه الذين تحلقوا حوله، داخل منزل في مخيم عين الحلوة، «ما فينا نفركها من جهة اسرائيل.. طريق الحدود ملغّمة شي؟، مش مهم اذا لقطونا الاسرائيليي، المهم نضهر من هون، ما عش في امان هون.
سأل شاكر مقربين منه.. من يعرف منطقة الحدود في الجنوب، هل هناك اسلاك شائكة والغام بين لبنان واسرائيل.. ولاذ مع مرافقيه في صمت طويل.. ثم ابتسم وقال «معقول اعملها وغادر عن طريق اسرائيل.. شو سعد حداد افضل مني، ثم يُصحّح له احد المرافقين «تقصد انطوان لحد».
هذا ما نقله احد الذين التقوا شاكر الذي لجأ الى المخيم، اثر المعركة التي بدأها الارهابي احمد الاسير ومجموعاته المسلحة في بلدة عبيرا في شرق صيدا في حزيران العام 2013، الذي يتحدث عن اجواء غير مريحة بات يشعر بها شاكر، الذي اقلع نهائيا عن فكرة الهرب عبر مطار بيروت بجواز سفر مزور، زُود به قبل ايام من توقيف الاسير، اثناء «مغامرة» الاخير في الهرب عبر المطار حيث القي القبض عليه، وهو يردد امام مرافقيه.. يمكن اجتياز الحدود من جهة اسرائيل، اكتر امنا بكثير من البقاء في المخيم، لان هون ( في المخيم )، في من يبيع ويشتري، والخوف انو نتحول الى بضاعة للبيع، يبيعوننا للاجهزة الامنية مقابل تسهيلات وضمانات امنية لبعض الجماعات هنا في المخيم.
ويقول محدثنا.. ان فضل شاكر، وبعد توقيف الاسير، بات يتملكه خوف كبير على مصيره، وهو ردد امام جالسيه.. الظروف قبل توقيف «الشيخ احمد» كانت افضل بكثير من اليوم، ولم تعد مسألة تسليم نفسه الى الاجهزة الامنية واردة، لان ما في جعبة الاسير كفيل بتوريط كل الناس الذين عملوا معه، شوفو كيف عم بيجرجروهم واحد واحد. .والمداهمات لم تتوقف منذ توقيف الشيخ، ويضيف.. كان شاكر بالفعل يفكر في تسليم نفسه، قبل توقيف الاسير، لكن بوجود الاسير على طاولة الاعترافات، فان المسألة باتت معقدة، لان كل اسرار الملفات المتعلقة باحداث عبرا سيتم كشفها، وان من اعطى معلومات عن وثيقة السفر الخاصة بالاسير، اعطى معلومات عن بقية وثائق السفر التي انجزت دفعة واحدة مع وثيقة سفر الاسير، ولم يعد الامر واردا.
وتقول معلومات تداولتها اوساط امنية فلسطينية داخل مخيم عين الحلوة، ان شاكر اوقف تنقلاته داخل احياء المخيم، وان معظم الذين يتردد اليهم، غابوا عن السمع ويتجنبون لقاءه، فيما لجأ الى تغيير مكان اقامته، لكنه ما زال داخل المربع الامني للمجموعات الاسلامية المتطرفة التي تعرف باسم «الشباب المسلم» وهم معروفون بانتماءاتهم السابقة المعروفة باسم «جند الشام» و«فتح الاسلام» الموالين لـ «جبهة النصرة»، حيث تقوم هذه المجموعات بايواء شاكر ومرافقيه وعددهم 8 اشخاص لبنانيين وفلسطينيين، لجأوا معه الى المخيم بعد احداث عبرا.
وتعزو المعلومات سبب هذه الاجراءات التي يتخذها شاكر، الى خوفه من عملية خطف قد يتعرض لها لتسليمه الى الاجهزة الامننية اللبنانية، سيما ان علاقات وثيقة تربط هذه الاجهزة بكل الفصائل الفلسطينية، بما فيها عصبة الانصار الاسلامية، وهي التنظيم الاسلامي الاقوى داخل المخيم، وان الخوف يتزايد لدى «منشد الاسير»، من عملية امنية تستهدف اخراجه من المخيم بالقوة وتسليم شاكر الى الجيش اللبناني، سيما ان الجميع تلمس الارتياح الفلسطيني العارم من القاء القبض على الاسير، الذي لجأ الى المخيم، انطلاقا من التخلص من ملف امني وسخ، يورّط المخيم وسكانه في قضايا ذات شأن لبناني، لا تعني فلسطينيي المخيم.
ولفتت الاوساط، الى ان رسالة شديدة اللهجة وجهها قياديون من عصبة الانصار الاسلامية، الى الجماعات المسلحة التي تؤمن الحماية لمناصري الاسير داخل المخيم، بالتزام الهدوء وعدم التحرك ردا على توقيف الاسير، بعد ان رصدت العصبة تحركات داخل المربعات الامنية في الاحياء التي تسيطر عليها، كانت ستقوم بها هذه المجموعات فور الاعلان عن اعتقال الاسير، من خلال استهداف الجيش اللبناني عند مداخل المخيم، هذه «النصائح» تزامنت مع اجراءات امنية وعسكرية لحركة «فتح» التي لم توقف استنفارها المسلح، منذ اغتيال المسؤول العسكري فيها طلال الاردني، من قبل المجموعات المسلحة التي تؤمن الحماية لشاكر ومرافقيه.
وتشير الاوساط الى ان الحديث التلفزيوني الذي اعلن فيه شاكر توبته من الاسير، ونيته تسليم نفسه، جاء بعد ان تلقى شاكر اشارات من جهات خليجية، وعدته بان صفقة ما ستفضي الى اخراجه من لبنان الى الخارج، لكن تعقيدات الوضع في ملف العسكريين المخطوفين لدى «جبهة النصرة» وتنظيم «داعش» اطاحت كل امكانية لتسوية تقضي بالتسليم وبحكم قضائي مخفف.
وكان فضل شاكر شارك بفعالية في المعركة العسكرية التي شنتها المجموعات العسكرية التي قادها احمد الاسير، من داخل مربعه الامني، ضد حواجز وآليات الجيش اللبناني، والتي اسفر عن استشهاد 24 ضابطا وجنديا وجرح اكثر من مئة جندي آخرين، وهو اطل عبر شاشات التلفزة متفاخرا بـ «ان الله وفقني بقتل اربعة فطائس من الجيش اللبناني ومن الشيعة»، وفق ما قال.

المصدر: الديار

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …