ما إن أعلن صاحب ومؤسِّس «فايسبوك» مارك زوكربرغ ليل الأربعاء، أنّ شركته ستشتري تطبيق «واتساب» للرّسائل النّصية عبر الإنترنت، في صفقة بلغ حجمها 19 مليار دولار، حتّى جُنّ العالم الافتراضيّ. ذهول، من قبل المستخدمين بالصّفقة وبالمبلغ المدفوع، سيطر على التّعليقات. ولم تنتهِ تعليقات النّاشطين على مواقع التّواصل على موقع «فايسبوك»، بل انتقلت الضّجة إلى موقع «تويتر»، المنافس!
وعلى موقع التّغريدات، انتشر وسم «واتساب»، الذي أصبح بغضون ساعات قليلة الوسم الأكثر انتشاراً على الموقع في العالم. وكتب أحد المغرّدين: «هذه الصّفقة هي أكبر من أيّ صفقة قام بها «غوغل» أو «مايكروسوفت» أو حتى «آبل». وأعرب مغرّدون عن سخطهم من «استيلاء» الموقع الأزرق على تطبيقهم المفضّل، فيما لم يصدّق آخرون قيمة المبلغ المدفوع. وقال أحد المغرّدين: «كيف قام زوكربرغ بهذه المعادلة؟ هذا أمر لا يصدّق. سأحتاج إلى تطبيق جديد للرّسائل النّصيّة الآن!». وأعرب مستخدمون عن خوفهم من أن يسيطر «فايسبوك» على التّطبيق، ما نفاه زوكربرغ، مؤكداً أن «واتساب سيبقى مستقلاً».
جنون مواقع التّواصل انتقلت عدواه إلى وسائل الإعلام العالميّة التي اهتمّت جميعها بالخبر، ونقلته، فكتبت عنه «فوكس بيزنس»، و«ذا غارديان». وكتبت «فوربس» أن «المؤسّس الثّاني لتطبيق «واتساب» جان كوم، سيصبح بعد الصّفقة الأكثر ثراء من كل المدراء في «فايسبوك».
وفي ظلّ الذهول من المبلغ الكبير المدفوع لشراء «واتساب»، كتبت «يو إس إيه توداي» في مقال ساخر، بعنوان: «ماذا تستطيع أيضاً أن تشتري بـ16 مليار دولار؟»، أنّه «يمكن شراء سيارات فاخرة، ونصف مليون ساعة فاخرة، وفرق كرة القدم، والأفلام، بالإضافة إلى السّياسة واقتصادات بعض الدّول كألبانيا وأيسلندا وأرمينيا».
وركّزت وسائل إعلاميّة على قصّة أحد مؤسسي «واتساب» براين آكتون، وكيف عانى بعدما خسر وظيفته في «ياهو»، ورفض توظيفه في كلّ من «فايسبوك» و«تويتر»، فقام بإنشاء تطبيق «واتساب»، الذي عاد «فايسبوك» ليشتريه. وسخرت مواقع إلكترونيّة من تلك القصّة، فخصّصت لها «وول ستريت جورنال» و«وايرد» و«ماشابل» صفحات على مواقعها. إلى ذلك، أعيد تغريد ما كتبه مؤسّس «واتساب» براين آكتون في العام 2009 على «تويتر» أكثر من 6 آلاف مرة: «فايسبوك خيّب أملي. كنتُ مسروراً للتّواصل مع أشخاص رائعين. الآن حان وقت مغامرة الحياة الجديدة».
دفع «فايسبوك» مبلغ 16 مليار دولار في هذه الصفقة، منها 4 مليارات نقدية، و12 مليارا كأسهم، إلى جانب 3 مليارات كوحدات مقيّدة. السبب بحسب «ماشابل»، أنّ «واتساب» فعل ما لم يستطع «فايسبوك» فعله: ان يتم استخدامه بفعاليّة وكثافة في أجزاء من العالم، حيث تستعدّ أسواق الاتصالات للانفجار في الأعوام المقبلة. وسألت «ذا دايلي تلغراف» بعض المحلّلين الاقتصاديين عن رأيهم، واعتبر أحدهم أنَّ «فايسبوك» اشترى التّطبيق الرّائد في خدمة الرّسائل النصيّة، ليتمكّن من زيادة مستخدميه. واعتبرت «سكاي نيوز» أنَّ الصّفقة ستتيح لـ«فايسبوك» أن يتواصل مع مستخدمي الإنترنت من فئة الشّباب التي يخسرها، خصوصاً أنّ الفئة العمريّة الأبرز التي تستخدم «واتساب» تتراوح بين 16 و24 عاماً.
وقد تلاءمت تحليلات وسائل الإعلام «المبهورة» بالخبر، مع ما نُقل عن زوكربرغ خلال محادثة من أجل بحث الاندماج مع مستثمري «واتساب»، إذ قال إنّ التّطبيق هذا على الطّريق الصّحيح لجمع مليار مستخدم حول العالم. وأضاف إنّه تطبيق نادر وفي غاية الأهميّة في السّوق الشّاملة، وسيكون اقتناؤه بمثابة وقود لـ«فايسبوك» في مهمّته، أي جعل العالم أكثر انفتاحاً وتواصلاً. وقال إنَّ «هذا الاقتناء سيكون مفيداً في مشروع «إنترنت.أورغ»، الذي سيوفِّر خدمة الإنترنت لثلثي من هم ليسوا متّصلين عبر الشّبكة حول العالم».
ويمكن اختصار كلّ هذه المقالات والتّغريدات والتعليقات والتّحليلات بما كتبه أحدهم معلّقاً على «فايسبوك»: «زوكربرغ اشترى «واتساب». لقد أصبح أكبر رجل مخابرات في العالم».
المصدر: السفير