عن العامل السوري في بيروت وال٢٠٠ دولار

قالت صحيفة “التايمز” البريطانية إن لاجئا سوريا، أثارت مأساته عطف الناس حول العالم، سيدفع ربع المبلغ الذي حصل عليه ضرائب.ويشير التقرير إلى أن صورة اللاجئ عبد الحليم وهو يبيع أكياس قمامة فارغة واقلام حبر للسيارات في شوارع بيروت، وهو يحمل ابنته على صدره، قد جمعت مبلغ 200 ألف دولار أميركي. وقام مصمم مواقع إنترنت نرويجي بنشر الصورة، وبدأ حملة لجمع التبرعات للاجئ.
وتبين الصحيفة أن الصورة غيرت حياة عبد الحليم، فبعد وضع الصورة على الإنترنت، انتشرت بشكل سريع ، بحيث أصبح يعرف بـ”بائع الاقلام في بيروت”. إلا أن سيغور سيمونارسون، الذي قام بتصميم الموقع، يقول إن شركتي الإنترنت “إندي غوغو” و”بي بال”، قامتا باقتطاع أجورهما من المبلغ المجموع. علما أن المبلغ الذي جمع عبر “بي بال”، وهو 75 ألف دولار، قد تقتطع منه ضريبة بنسبة 40%، إلا في حالة ألغت السلطات النرويجية الضريبة، التي تصل إلى 50 ألف دولار. وقال: “نعمل لتجنب هذا”، مشيرا إلى أن السلطات النرويجية لم تتخذ بعد قراراً بهذا الشأن.

 
ويلفت التقرير إلى أن عبد الحليم كان في 26 آب يبيع أكياس القمامة والاقلام على مفرق طريق في بيروت، عندما تجمع حوله الناس وبدأوا يمازحونه ويتحدثون معه. وكانت تجربة مثيرة له، خاصة أنه يعيش في بيروت مع ولديه منذ ثلاثة أعوام. وقال له الناس إنه أصبح نجماً على الإنترنت.
وتنقل الصحيفة عن عبد الحليم قوله: “قالوا لي إن رجلا من النرويج التقط لي صورة”. ولا أحد يعرف من التقط صورته وابنته ريم البالغة من العمر أربعة أعوام، وقام بوضعها على حسابه في “تويتر”، وتبادلها عشرات الألاف من الأشخاص.
ويذكر التقرير أن عبد الحليم كان يعمل قبل لجوئه إلى بيروت في مصنع شوكولا، وهو يبيع أكياس القمامة في المكان ذاته منذ ثلاث سنوات. وكان يكسب ما بين 10 إلى 30 دولارا في اليوم، ويعتمد في معيشته على البيض والمعكرونة.
وتورد الصحيفة أنه بعد شهر على التقاط صورته، لم يصبح نجما ومشهورا فقط، بل وأصبح غنياً أكثر من توقعات مليون سوري يعيشون في الخيام في لبنان.
ويفيد التقرير بأن عبد الحليم حاول التكيف مع الوضع الجديد، ويقول: “في البداية لم أفهم ما جرى، وبعدها غمرني الفرح، وبعض الناس قالوا لي لقد أصبحت رمزاً عالمياً للسلام، ولكنني لا أزال مشوشا وخائفا من المستقبل”.
وتكشف الصحيفة عن أن عبد الحليم لا يملك حسابا في البنك، ولا حتى مبلغ 200 دولار ليدفع رسوم الإقامة في لبنان. لافتة إلى أنه بإمكان ريم وشقيقها عبدالله الآن الذهاب إلى المدرسة ولأول مرة منذ ثلاثة أعوام. وكانت زوجة عبد الحليم قد تركته قبل ثلاثة أعوام عندما تركوا مخيم اليرموك المحاصر، وذهبت إلى مصر. ومنذ ذلك الوقت اتبع روتينا معينا، وهو شراء أكياس القمامة وبيعها، وكان يعمل أربع ساعات في اليوم.
وينوه التقرير إلى أن عبد الحليم شعر بالأذى، عندما أشار البعض إلى أنه استغل ابنته لجمع المال، وقال:”لا يفهم الناس أنها بلا أم”. وأضاف: “أود شكر الرجل من النرويج، فهم لم يساعدوني فقط، ولكنهم ساعدوا عائلتي في سوريا”. مشيرا إلى أن عبد الحليم أرسل جزءاً كبيراً من المبلغ الذي تلقاه، وهو 20 ألف دولار، إلى شقيقاته الخمس وأشقائه الأربعة في سوريا.
وتختم “التايمز” تقريرها بالإشارة إلى أن “كارول معلوف ” مديرة منظمة “لاجئون” تقول إن العائلة لا تزال عرضة لاستغلال المجرمين، لكنها تلقى المساعدة، وتضيف: “هو رجل صالح، وأنا سعيدة لما جرى، وهو يستحق المال”، ويأمل بائع القمامة في بيروت بأن يفتح محلاً.  

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …