أسفر الهجوم عن مقتل أربعة مستوطنين وإصابة ثمانية آخرين (أحمد غرابلي – أ ف ب)
باركت حركتا «حماس» و«الجهاد الإسلامي» الهجوم على الكنيس في القدس، الذي أسفر عن مقتل أربعة مستوطنين وإصابة ثمانية آخرين، الأمر الذي اعتبرته الجهاد «رداً طبيعياً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي»، فيما صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الهجوم «نتيجة مباشرة» للتحريض الذي يقوم به الرئيس الفلسطيني محمود عباس و«حماس».
واعتبرت حركة «حماس» أن هذا الهجوم «الأكثر دموية منذ سنوات في المدينة المقدسة» هو «رد على جريمة إعدام الشهيد يوسف الرموني»، السائق الفلسطيني الذي عثر عليه أمس مشنوقاً في حافلته في القدس الغربية، فيما قالت حركة «الجهاد الإسلامي» إنه «رد طبيعي على جرائم الاحتلال».
وفي تفاصيل الهجوم، قتل أربعة إسرائيليين وأصيب ثمانية آخرون في عملية طعن نفذها فلسطينيان اقتحما معهداً دينياً في منطقة «هارنوف» في دير ياسين غرب القدس، صباح اليوم، فيما استشهد منفذا العملية وهما من القدس الشرقية. وأكدت مصادر فلسطينية أن منفذي العملية هما غسان وعدي أبو جمل من منطقة جبل المكبر من مدينة القدس المحتلة.
في المقابل، قالت مصادر الاحتلال أن فلسطينيين مسلحيْن بسكاكين ومسدسات اقتحما معهداً دينياً يهودياً في معهد «هارنوف» غرب القدس، قرب مكان استشهاد المقدسي الرّموني، ما أسفر عن مقتل أربعة إسرائيليين بينهم رجل أمن إسرائيلي وإصابة ثمانية آخرين، وصفت جراح أربعة منهم بالخطيرة ونقلوا إلى مسشتفيات «شعار تسديك» و«هداسا عين كارم». كما جرى خلال العملية إطلاق نار أسفر عن استشهاد منفذي العملية برصاص شرطة الاحتلال، التي تقوم بعمليات بحث واسعة في محيط العملية لإيجاد منفذ ثالث، وفقاً لشهود عيان قالوا إنهم شاهدوه في المكان.
من جهته، اعتبر نتنياهو أن الهجوم على الكنيس هو «نتيجة مباشرة» للتحريض الذي يقوم به الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة «حماس». وقال نتنياهو في بيان إن «هذه العملية نتيجة مباشرة للتحريض الذي تقوم به «حماس» وعباس، التحريض الذي يتجاهله المجتمع الدولي بطريقة غير مسؤولة»، موضحاً أنه سيلتقي، بعد ظهر اليوم، بقادة الأجهزة الأمنية.
بدوره، دان وزير الخارجية الأميركي جون كيري، اليوم، الهجوم واعتبره «عملاً إرهابياً بحتاً»، داعياً القادة الفلسطينيين إلى «إدانته بدورهم».
الرئاسة الفلسطينية تدين عملية القدس
أصدرت الرئاسة الفلسطينية بياناً عقب عملية القدس دانت فيه «عمليات قتل المدنيين من أية جهة كانت»، مشيرةً إلى أنها «تدين اليوم عملية قتل المصلين التي تمت في أحد دور العبادة في القدس الغربية، كما تدين كل أعمال العنف أياً كان مصدرها، وتطالب بوقف الاقتحامات للمسجد الأقصى واستفزازات المستوطنين وتحريض بعض الوزراء الإسرائيليين».
وأكدت الرئاسة أنه «آن الأوان لإنهاء الاحتلال وإنهاء أسباب التوتر والعنف، مؤكدين التزامنا الحل العادل القائم على أساس حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية، والحفاظ على جو التهدئة والتفاهمات التي تمت مع الملك الأردني عبد الله الثاني ووزير الخارجية الأميركي جون كيري في عمان».
في السياق، هاجمت قوات الاحتلال منزل منفذي عملية القدس الكائن في جبل المكبر مستخدمين قنابل الغاز والرصاص المطاطي. واقتحمت الوحدات الخاصة منزل الشهيدين أبو الجمل، واعتدت على الموجودين بالضرب وإلقاء القنابل والأعيرة المطاطية، كما اعتقلت اثنين من أفراد العائلة.
وأفاد شهود عيان أن قوات الاحتلال تعمدت الاعتداء على عائلة الشهيدين، وأصيب خلال ذلك العديد من الموجودين، من بينهم والدة الشهيد عدي أبو الجمل.
(الأخبار، أ ف ب، معاً)