وطنية – رأى رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” السيد هاشم صفي الدين، أنه و”بحسب النتائج الأولية لا النهائية للمفاوضات النووية مع إيران، فإن الانجاز الكبير الذي تمكنت الجمهورية الإسلامية من تحقيقه، هو أنها صاحبة حق، وهذا أهم من الانجاز النووي نفسه، لأنه وبالنسبة لقيم ومفاهيم وسياسية ومبادئ وأولويات إيران، فإن الأهم هو أن يعرف العالم كله من هي هذه الجمهورية، التي تقدم النموذج الصادق في حقيقة الإيمان بالله عز وجل، وأنها لا تخشى أحدا سواه، فالمطلوب أن تعرف شعوب عالم كلها، أنه بإمكاننا أن نعيش حياة مستقلة وعزيزة وكريمة دون الغرب، ودون الاعتماد على منظومته الفاسدة والمنحرفة أخلاقيا وفكريا وسياسيا وعمليا وحياتيا”.
وأكد صفي الدين خلال احتفال تأبيني في بنت جبيل أن “الجمهورية الإسلامية الإيرانية وبعد كل هذه السنوات من الصبر والتحمل والحصار والتضحية والثبات، لم تلتفت إلى شرق أو غرب، ولم ترضخ أمام كل الضغوط، فأصبحت أهم دولة موجودة اليوم في منطقتنا، بعد أن وقفت بوجه كل طواغيت العالم من أميركا ودول الغرب في المفاوضات كما في أيام الحصار والحروب التي فرضت عليها، لتتحدث عن حقها وتتمسك به، كما تتمسك بحقها وواجبها أيضا في الدفاع عن المظلومين في هذا العالم”.
ولفت إلى أن إيران “وقفت إلى جانب فلسطين ولم تتخل عنها، والكل يعرف أنها لو تخلت لحظة واحدة عن فلسطين وقضيتها لكان الغرب جاهزا ليقدم لها كل شيء، وهي لم تتخل عن المقاومة في لبنان، ولا زالت تحتضن المقاومين والشعب المعطاء والمخلص، وكذلك فإن شعوب العالم، وتحديدا في عالمنا العربي والإسلامي وحيث هناك ظلم وجور، أدركوا جميعا صدق السياسة الحقة التي اعتمدتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأثبتت للعالم كله أنه يمكن لأي دولة أن تعيش حرة ومستقلة، وأن تثبت وجودها وحقها، بالاعتماد على شعبها، لتقدم نموذجا راقيا في العلم والتقدم في مجال التكنولوجيا والمعرفة، كما اعتمدت إيران على طاقات وعلوم وصبر شعبها في برنامجها النووي”.
وأشار إلى أنه “وبالمقابل فإن هناك دولة السعودية هي نموذج منذ أن نشأت في بلاد الحجاز، قامت على الظلم والعدوان، بعد أن طردوا الناس من أرضهم واستولوا عليها بالبطش والقتل، وأقاموا دولة أسموها السعودية بالإعتماد على الغرب، ومارسوا طوال تاريخهم الظلم والتعسف والعدوان والتحكم، ولم يقدموا لهذه الأمة سوى محاولات التسلط على بلدان العالمين الإسلامي والعربي، وبث الفكر التحريضي الذي يكفر الآخر ويبطش ويعتدي ولا يتوانى عن أي شيء، وما نراه اليوم من داعش والقاعدة وغيرهما، هو مما صنعته أيديهم بأسوء صورة”.
وقال: “إنهم استغلوا النعم الوافرة الموجودة في هذه الأرض من الثروات الطبيعية والمقامات الدينية لأجل التسلط وبث الفتن في العالم الإسلامي وتقسيمه، ونراهم اليوم بهذا الغضب كردة فعل على نموذج مقابل لهم يفرض إرادته، وهو نموذج إيران الناجح والقوي والعزيز والكريم منذ قيام ثورتها قبل ستة وثلاثين عاما، بينما نجد النموذج السعودي القائم منذ ستة وسبعين عاما، لم يجد له موطنا في قيم الحرية والاستقلال، بل يسلمون أمرهم للعدو خدمة لمشاريعه”.
أضاف “لهذا السبب، نراهم اليوم يشنون عدوانا على الشعب اليمني الفقير والمستضعف تاريخيا من قبلهم، ويتبخترون عليه بالتقنية والتكنولوجيا الأميركية، فيصبون حقدهم بقصف هذا الشعب شبه الأعزل بالطيران والصواريخ”، سائلا “هل هكذا تكون بطولة وشهامة العرب؟ فهم يعرفون تماما كما يعرف العالم أنه في لحظة المواجهة وجها لوجه، فإن أهل اليمن بإمكانهم أن يحسموا المواجهة في ساعات وليس في أيام، وهكذا تكون البطولة”.
وتابع “إنه وبعد كل هذا القصف خلال عشرة أيام، فإن الذي تبين أنهم لا يشنون الحرب من أجل انقاذ اليمن كما يدعون، بل لتدمير هذا البلد وجيشه، متسببين بقتل الأطفال والرجال والنساء، ولو كان غير ذلك، فلماذا الإستمرار بهذه الخطيئة”.
وإذ دعا السعودية إلى أن “تفكر جيدا، بأن الاستمرار بهذه الخطيئة، هو ليس بمصلحتها أولا، وليس لمصلحة أحد في عالمنا العربي أو الإسلامي”، اعتبر أنه ما يحصل يجر إلى “مزيد من التوغل بالخطأ، لأنهم اكتشفوا من الأيام الأولى أن ما أقدموا عليه لا يوصل إلى أية نتيجة، وهم يرون بأعينهم كما يرى كل العالم، أن كل يوم يطول أكثر في قصف اليمن، فإن اليمنيين يزدادون وحدة وصلابة وقدرة وثقة في مواجهة هذا الغزو الذي يهددون به، كما أنه ليس من مصلحة السعودية أن تستمر على هذا المنوال، وهي اليوم يجب أن تعترف أنها أصبحت عالقة، بين دماء اليمنيين وقتل الأطفال والنساء من جهة، وبين العناد والإستعلاء، وفي كلا الأمرين هي خاسرة ولا ربح لها على الإطلاق”.
وقال: “إن كان هناك عاقل أو مدرك لمصلحة السعودية والمنطقة، فعليه أن يوقف هذه الحرب بشكل سريع، ودون أي تردد، لأنهم لن يصلوا إلى أية نتيجة يتوخونها، لأنه لا يصح أن أن القوى التي تحارب القاعدة على الأرض وهي: الجيش اليمني وأنصار الله واللجان الشعبية الثورية، هي نفسها التي تقصفها طائرات وصواريخ السعودية”، معتبرا أنه “على السعودية أن تحدد إن كانت مع تنظيم القاعدة، الذي أوجدته أم ضده، فإذا كانت ضد القاعدة، فلماذا تقصف بالطائرات والصواريخ الجيش والشعب والقوى التي تعمل على هزيمة القاعدة في اليمن؟ وهي تمكنت من ذلك في أكثر من مدينة”، مؤكدا أن “ما تفعله السعودية هو سياسة، وليس صدفة، لأنه هو نفسه الذي تفعله في سوريا والعراق، وهذا خطأ فادح، ودليل على عقل قاصر ومنطق عقيم وسياسة لا يمكنها أن تحقق أي شيء لأنها لم ولن تتمكن من ذلك لا في العقود الماضية ولا الآن”.
وختم معتبرا أن “الهجوم السعودي الظالم من الجو بالطائرات والصواريخ على شعب اليمن، هو نسخة رديئة عن العدوان الإسرائيلي الفاشل على لبنان ومقاومته، وكما فشل العدوان الإسرائيلي على لبنان ومقاومته وشعبه في السابق، بل هم الذين انتصروا عليه، فإن اليمن وشعبه سيهزم هذه النسخة الإسرائيلية الرديئة والفاشلة أيضا”.
شاهد أيضاً
في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)
قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …