المكان الدارلنغ هابر في وسط مدينة سيدني. الزمان عصر الأحد ٦ أكتوبر ٢٠١٣. أما الحضور فهم من اللبنانينن بمختلف مذاهبهم ومشاربهم ومعتقداتهم.
عصر هذا اليوم وفي هذا المكان لم يكن مكان ل’إستكراد’ السياسيين لهذا الشعب البريء الطيب.
إلتموا هنا فرقصوا ودبكوا وغنوا الميجانا والدلعونا وأروا هذه الجنسيات والشعوب التي وقفت تشاهدهم أنهم شعب حي طيب يحب الحياة إذا ما ترك بحاله. تحول مشاهدو الحفل من اللبنانيين بدورهم إلى جزء من الحفل. هكذا رآهم المتفرج الأسترالي على الأقل.
هي فرحة تملأ هذه البقعة الصغيرة. شعور غريب يتملكك هنا. لا أدري أهي نشوة الطبل والزمر. ام مشاركة لهذه الفرحة التي ضجت بها عيون ووجوه الحاضرين. أم شوق إلى وطن غربنا عنه قهراً ورغماً عن أنوفنا. أم شعور غضب في وجه كل أولئك المتربعين على عروش السلطة والمستنزفين لخير الناس وحاضرهم مستقبلهم.
أركز في كتابة هذه الكلمات كي لا تقع عيني على محظور شرعي في الحفل القائم على بعد أمتار مني. إلا أني لا شك عندي بأن براءة من يقيمون هذا الحفل هنا هي أقدس وأرقى وأطهر من عفن كثيرين ممن يتزيون بزي الدين في زوايا هذا العالم ويأخذون الدين مطية لتجارتهم ومآربهم الخاصة.
عذراً على الإطالة ولعل قول الشاعر هو ما ينطبق علي في هذه اللحظات.
وطني لو شغلت بالخلد عنه
نازعتني إليه بالخلد نفسي
لعينيكم مقطع فيديو وبعض الصور…