في مؤشر على التحديات التي يواجهها مؤيدو تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” – “داعش” في نشر رسائلهم والتجنيد عبر الإنترنت، توقف موقع “خلافة بوك “، أمس الاثنين، بعد يوم واحد فقط من إطلاقه، وتم تعليق حسابه أيضاً على موقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي، وذلك بعد حملة إقفال واسعة لحسابات للتنظيم الإرهابي على مواقع عدة، دفعت به مؤخراً إلى تهديد موظفي “تويتر” بالقتل، على غرار تهديدات أخرى أطلقها ضد العالم الغربي، لاسيما منذ بدء “التحالف الدولي” بقيادة واشنطن حربه المعلنة ضده.
وعرضت صفحة الموقع خريطة للعالم مزودة بشعار تنظيم “داعش”، صممها برنامج “سوشيال كيت” الذي يسمح لمستخدميه بتصميم مواقع للتواصل الاجتماعي بأنفسهم.
وفي حين لم يعرف مصدر نشأة هذا الموقع أو عدد الأعضاء الذين اجتذبهم، ذكرت رسالة في الصفحة أن الموقع “علق عمله مؤقتاً حفاظاً على بيانات الأخوة وسلامتهم.”
وأضافت الرسالة: “نكرر مرة أخرى أن موقع خلافة بوك مستقل غير تابع للدولة الإسلامية، وكان الهدف من إنشاء الموقع أن نوضح للعالم أننا لسنا حملة سلاح فقط نعيش في الكهوف كما تتخيلون.. الإسلام أسلوب حياة أراده الله لعباده، فإننا نتطور مع العالم ولكن دين الله لا يتطور، فأنتم تطالبون الإسلام أن يتطور ونحن نريد التطور أن يسلم.”
من جهة أخرى، وفي ظل الحرب المضادة التي يسعى الغرب إلكترونياً لشنها في مواجهة “داعش”، ذكر موقع “سايت” الذي يرصد مواقع الجماعات الإسلامية على الإنترنت أن أنصار التنظيم المتطرف تساءلوا في ندوة عبر الشبكة العنكبوتية عما إذا كانت مواقع مثل “خلافة دوت كوم” يمكن أن تكون “محل ثقة”، أو ما إذا كان بإمكان أعداء التنظيم الكثيرين استخدامها لجمع معلومات.
يذكر أن متشددي “داعش” يعتمدون في شكل كبير على شبكات التواصل الإجتماعي للتنسيق والإتصال، كما يستخدمها التنظيم أيضا لنشر تسجيلات مصورة مروعة عن قطع رؤوس وأعمال عنف أخرى ضد أعدائه.
وكان معهد “بروكينغز” للأبحاث نشر الأسبوع الماضي دراسة تفصيلية بالأرقام حول حجم تواجد “داعش” على موقع “تويتر” ، كاشفاً أن التنظيم أن “90 ألف حساب إلكتروني على موقع للتواصل الاجتماعي تروج للتنظيم الإرهابي وتتواطأ معه”.
وأوضحت الدراسة التي أعدها المعهد أن “داعش” تمكن من نشر دعايته واستخدام الانترنت كأداة للتجنيد ونشر التطرف في جميع أنحاء العالم، مشيرة إلى أن العدد الإجمالي للحسابات الالكترونية المرتبطة بالتنظيم الإرهابي على موقع “تويتر” والتي تروج له وتبث حملاته الدعائية تراوح بين 46 ألف و90 ألف حساب بين شهري أيلول وكانون الثاني من العام الماضي، مؤكدة في المقابل أن “تويتر” قام بإغلاق ألف حساب مؤيد لـ”داعش” خلال تلك الفترة.
وأوضحت الدراسة أن واحداً من كل خمس حسابات مؤيدة للتنظيم المتطرف اختار اللغة الإنكليزية كلغة رئيسية، فيما اختار الأغلبية اللغة العربية، مضيفة أن معظم حركة التنظيم القوية على مواقع التواصل الاجتماعي ناجمة عن مجموعة تابعة له نشطة جداً، ويتراوح عددها بين 500 وألف شخص.