رأى العلامة السيد علي فضل الله أن “لبنان لم يعد مساحة مفتوحة للتَّفجيرات والتهديدات فحسب، بل أضحى أيضاً ميداناً مفتوحاً للعدوّ الصّهيوني، الَّذي لا تقف اعتداءاته عند استباحة الأراضي اللبنانية براً وبحراً وجواً، إنما يتعدى ذلك، ليوجه رسائل في كل اتجاه، وخصوصاً للداخل، ليؤكد حضوره، مستفيداً من الانقسام اللبناني الداخلي، واستمرار الجدل حول أمور استراتيجية، ينبغي أن تكون واضحة من الأساس، ولا سيما في ظلّ العدوان الإسرائيلي المتواصل بطريقة وأخرى”.
ودعا في خطبة صلاة الجمعة، التي ألقاها نيابة عنه الشيخ محسن عطوي من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك سائر مكوّنات الحكومة اللبنانيَّة، إلى “وعي خطورة هذه المرحلة، على المستويات الأمنيَّة والاقتصاديَّة والسياسيَّة”، وأهاب بـ”الجميع التمسّك بالسياسة الإيجابية التي مارسها كل الأطراف، عندما تنازلوا لمصلحة تشكيل الحكومة، وهو ما أعطى بصيصاً من الأمل للبنانيين، بأنهم باتوا على عتبة مرحلة استقرار أمني وسياسي”.
وأمل “أن تنعكس هذه الروح الوطنية على أجواء الحوار الحكومي، للوصول إلى صيغة جامعة للبيان الوزاري، تمهّد لبناء خطة موضوعية، تقي البلاد من الانهيار الاقتصادي والمعيشي، وتحميه من التفجيرات الإرهابية المتنقلة، ولا سيما في هذه المرحلة، حيث تتوالى المعلومات حول الخطط الخطيرة، التي تستهدف ــ إضافةً إلى المواطنين ــ قيادات وطنية كبرى، لإثارة الفتنة، وإدخال البلد في حالة من الفراغ والاضطراب الأمني والسياسي”.
وأمام ما يجري في سوريا، دعا الجميع إلى “العمل سريعاً لفتح نوافذ الحوار الداخلي السوري، وطيّ ملف هذا الصراع الدامي، الذي يدمّر الحجر والبشر وكل مواقع القوة في هذا البلد، وتصويب مسار الصراع نحو العدو الصهيوني، الذي لا يريد خيراً لأحد، وإن كان يوحي بالحرص على نصرة فريق، عبر الرسائل العسكرية، أو المواقف السياسية، أو فتح المستشفيات الميدانية، وما إلى ذلك”.