محمد العس
تشعر اسرائيل بان الارض تهتز تحتها ، فحروبها لم تعد نزهة ولا على ارض الاخرين ، ومن الجو وتحقيق فوز نظيف ، اسرائيل كانت تستبيح العواصم العربية كلها وتنفذ اغتيالات امنية ، وسلاحها الجوي كان يستبيح كل الفضاءات العربية
فقصف مفاعل العراق ، وقصف مقرات الفلسطينيين في تونس وغيرها من العمليات .
لكن اليوم كل شيئ تغير فاصبحت اسرائيل ان اقدمت على عمل امني ضد المقاومة فهي تقف على رجل ونصف كما قال السيد نصرالله تنتظر الرد، والاسرائيليون اصبحوا لا يثقون بكلام جنرالاتهم الغير قادرين على حسم اي حرب في غزة او جنوب لبنان .
فكانت حروب الجيش الاسرائيلي فيما مضى تقوم على اقتطاع اراضي عربية وانشاء احزمة امنية، لكن اليوم اصبح اسرائيل تعمل حسابا ان هناك من سيهاجمها في عقر دارها وستضطر للدفاع ، وحرب غزة كانت مثال على ذلك فكانت المقاومة الفلسطينية تصل عبر الانفاق الى خلف خطوط جيشها وتأسر جنود اضاف الى ان اسرائيل كلها تحت مرمى الصواريخ لا مكان امن في اسرائيل لاول مرة منذ نشوء هذا الكيان الغاصب.
وتشير تقارير اسرائيلية الى أن مفاجآت فصائل المقاومة الفلسطينية في المواجهة العسكرية الاخيرة مع قطاع غزة “حملة الجرف الصامد”، لم تقتصر فقط على التسلل النوعي عبر البحر أو استخدام الطائرات بدون طيار لاستطلاع المواقع العسكرية الاسرائيلية ، فالمفاجأة الابرز كانت الانفاق الهجومية وانفاق التسلل الى داخل العمق الاسرائيلي وتنفيذ الهجمات ضد المواقع العسكرية. هذا الهاجس دفع الجيش الاسرائيلي الى تشكيل فرق خاصة للقتال داخل الانفاق في مختلف الوحدات العسكرية وعدم الاكتفاء بوحدة القتال في الانفاق المسماة بـ “الوحدة الهندسية للمهام الخاصة”. وتنقل التقارير عن جهات عسكرية في اسرائيل أن التحدي الرئيس في ساحة القتال القادمة مع حماس أو حزب الله ستكون الانفاق والقتال تحت الأرض.
وتضيف المصادر أنه سيتم تزويد هذه الفرق الخاصة بوسائل قتالية متطورة معدة للاستخدام في القتال بالانفاق، وهي وسائل قتالية بعضها لم يستخدم من قبل في الميدان، والبعض الاخر تمت تجربته بشكل جزئي خلال حملة “الجرف الصامد”.
نعم الارض تهتز تحت الاسرائيليين، فمن يعلم ماذا سيحصل لسلاحها البحري مع تطور نوعية الصواريخ مع المقاومة ، وهل ستكون السماء افضل حالا ام ان الطيران الاسرائيلي سيفقد حرية الحركة في الاجواء كما هي حاله وبانه سيدفع ثمن تحليقه فوق الاراضي اللبنانية والسورية ؟
المصدر: شارل أيوب