رد فلسطينى سريع على كلمة الملك عبدالله
رسالة مفتوحة من أم الخير الغزاوية إلى الملك عبدالله، ملك السعودي
أيها الملك..
سلام برائحة الدم والدخان..
سلام تحت القصف ومن بين الدمار والأشلاء..
سلام على هدير صواريخ يطلقها أبناؤنا لم يكن لكم شرف تهريب واحد منها، او مكرمة تمويل حشوة صاروخ محلي الصنع..
أيها الملك..
اسمح لي فلن أخاطبك بأي صفة، لا بصفتك ملك المملكة العربية السعودية، ولا بصفتك الدينية خادم الحرمين الشريفين، ولا بصفتك العلمية الطارئة فخامة الدكتور الفخري، ولا بكنيتك “أبو متعب” كما أقرأها في بعض الإعلام. كما انني أعتذر عن تهنئتك بالدكتوراه الفخرية التي حصلت عليها مؤخرا، فلم أكن أعلم أن الدكتوراه الفخرية صارت بلا فخر أو قيمة أو معنى حين تمنح لمن لا يجيد حتى القراءة؛ مع أن رب الكعبة المشرفة التي أنت خادمها ؛ ولا أعرف كيف؛ أنزل على رسوله آية اقرأ، ولم افهم كيف لمؤسسة مثل الازهر الشريف بكل مكانتها ودورها وتاريخها أن تتملق الجهل والاستبداد..
أيها الملك بين قوسين..
لا أتكلم معك من منطلق حقد أو إحباط..مع اننا نتعرض لمحرقة في هذه البقعة الصغيرة والمكتظة من ارض فلسطين وربما سمعت بانهم يسمونها غزة، استفرد بنا عدو غاشم يصب علينا حمما من النار ويهدم فوق رؤوسنا العمران ويجرب فيها اسحلة دماره وكأنه قرر إفناءنا جميعا.. وكأننا شعب لقيط لا تربطه بأمة الإسلام صلة، وكأننا لسنا من معشر المسلمين عليهم واجب النصرة والنفير غيرة على عرضنا ودمنا وأشلاء أطفالنا..
اكلمك لمجرد الفهم..كيف اختزلت الواجب والمسؤولية تجاه العدوان على غزة وأنت؛ بين قوسين؛ الملك والخادم وأخيرا الدكتور، في مجرد 50 مليون دولار وكأننا شعب من الجياع، او كأن وباءً فشت فينا أعراضه ولم نقدر معه على علاج، لماذا المال أصلا؟! فهل استجداك أحد منّا او سألك ضعافنا..وهل بلغك مثلا أننا نبني مطارا او نشق طريقا سيارا حتى تمد يدك إلى خزنتك وترمي لنا بكيس أبو خمسين مليون معونة للإنجاز؟!!
فأين غاب الموقف السياسي وأنت حسب اعلامك من أهل السياسة وقادتها، وأين قنابلكم الصوتية ؟ وأين الغضب والتهديد والوعيد بإغلاق صنابير النفط ل 50 دقيقة فقط؟ أين الدعوة لمؤتمر قمة عربية طارئة تخطب فيها خطبة عصماء بلا تهجّي او كوارث لغوية، وتثبت لمشيخة الازهر التي منحتك دكتوراه فخرية أنك جدير بها؛ بل صار لها مجدٌ في العالمين حين شرفت بك.
أيها الملك بين قوسين..
في سورية لم تقصروا ولم تجدوا غضاضة في دعم “ثورة” شعبها على حد وصفكم، موّلتم وسلّحتم وأرسلتم المقاتلين من الشيشان والقوقاز نصرة للشعب السوري حسب زعمكم دائما.. وفتحتم كل اعلامكم الضارب خدمة ل(الثورة) في سورية، وغضب وزير خارجيتكم الفيصل في مؤتمر “أصدقاء الشعب السوري” الأول، وقلب الطاولة لأنه لم يرض باقتصار المساعدات على الجوانب الإنسانية..فعلتم كل ذلك وأكثر، مع أنكم ومنذ قيام دولتكم كنتم أعداءً لكل الثورات، وسعيتم لإخمادها، ومن باب المثال لا الحصر تآمرتم على ثورة الضباط الأحرار في مصر 1952، و ثورة اليمن في الستينات، وثورة إيران أواخر السبعينات، وثورة البحرين قبل ثلاثة سنوات..ومثلها ثورة 25 يناير في مصر .. وها نحن في غزة نتعرض لإبادة جماعية على الهواء مباشرة، وها هي أشلاء أطفالنا المحرّقة تبثها الفضائيات مع اعتذارها المتكرر للمشاهدين من قساوة المشاهد..وها هو الشهر؛ شهر رمضان، شهر الصيام والقرآن، نصوم كما تصومون ونفطر على ذوي القذائف التي تدمر المنازل على رؤوس الصائمين وقت الافطار..وأي إفطار، وأنتم تتآمرون، وبنفطكم تطير طائرات العدو لتغير علينا، وتمسح مناطق باكملها من الوجود.
أيها الملك بين قوسين..
لا نريد منك شيئا..لا مالا ولا سلاحا ولا دعما ولا موقفا، فقط كف عن التآمر على فلسطيننا، واخرج من الشراكة في سفك دمنا، واخرج من قضيتنا ومن مصيرنا ومن مستقبلنا..فلغزة رب يحميها ولها سواعد مقاوميها ولها صبر أيوب، ولها أجمل الأمهات، وفوق كل ذلك لها وعد من الله بالنصر وفتح قريب.
أيها الملك بين قوسين ..مت في خزيك.
من العراء في حديقة مستشفى الشفاء/غزة
شاهد أيضاً
في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)
قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …