عرض محلل الشؤون الفلسطينية في موقع “والا” العبري “آفي يسخاروف” الخيارات المطروحة أمام حكومة وجيش الاحتلال للخروج من العدوان التي تشنه على قطاع غزة، والذي بادرت إليه وتستمر في شنه منذ 17 يوما.
يقول “يسخاروف” في تحليله: “إن خطاب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، يوم أمس الأربعاء، من قطر لا يبشر بالخير، فمشعل قال – بصورة أو بأخرى- بأنه لا وجود للنور في نهاية النفق، وما يمكن فهمه من حديثه أن القتال سيتواصل كما يبدو لزمن طويل”.
أضاف أن “الموقف الذي عبر عنه مشعل يوم أمس هو قاطع وواضح ووجد قبولا لدى كل التيارات داخل حماس، والذي أفاد أنه لن يكون هناك وقف لإطلاق النار دون إزالة كامل للحصار عن القطاع”.
ويتابع “هذا الواقع ليس سهلا بالنسبة لإسرائيل، وهناك في الأوساط السياسية والأمنية أمل بأن توقف حماس إطلاق النار وتخضع أو تليّن مطالبها، لكن هذه الصورة لا تمثل الواقع، إذ أن الحركة تصر على مواقفها وتوضح أنها ستواصل القتال إلى أن توافق مصر وإسرائيل على مطالبها الستة التي طرحها، من ضمنها رفع الحصار، فبعد الثمن الباهظ الذي دفعته غزة من دماء أهلها يطالب السكان بتحقيق إنجاز حقيقي ولن يعود إلى الواقع الذي سبق الحرب”.
وقال: الضرر الذي تلقته حماس لم لم يكن كبيرا، ولا يحدق بها خطر يهدد وجودها ويدفعها لقبول الحل الوسط أو الخضوع، فالقيادة السياسية والعسكرية لم تصب بأي أذى، وينجح ناشطوها بإلحاق أضرارا أكبر بجنود الجيش، ولا زالت قدرة حماس الصاروخية قائمة رغم أنها ضعفت قليلا”.
وأضاف “من هنا على الجمهور الإسرائيلي وقيادته أن يدركو بأن هذه الحرب يمكن تستمر لوقت طويل، وفي غضون ذلك سيواصل الجيش في الأيام القريبة عملياته داخل القطاع من أجل تدمير الأنفاق، لكن السؤال ماذا سيحصل في اليوم التالي؟.
“إسرائيل” على ما يبدو ستضطر أن تختار قريبا بين عدة خيارات ليست سهلة، أحد الاحتمالات هي التمسك بالمواقع الحالية داخل القطاع لكن دون تعميق التوغل، وهذا الاحتمال يعني المراوحة في بالمكان، وتعرض القوات لهجمات دون تحقيق شيء، لكن لا يبدو أنه يوجد أحد في المستوى السياسي يرغب في ذلك”.
وتابع: الخياران الآخران يبدوان معقولان أكثر، الأول توسيع العمليات البرية للحسم أو إخضاع حماس، إلا أن عملية من هذا النوع ستنطوي على عشرات الجنود القتلى وعلى تخبط طويل ودامي في القطاع.
الاحتمال الثاني هو الانسحاب أحادي الجانب من القطاع، والإعلان عن وقف إطلاق نار، بشكل يشبه نهاية حملة “الرصاص المصبوب”، وذلك على أمل أن يفهم الطرف الآخر أن عليه وقف إطلاق النار، وسوى ذلك يعني أن الثمن الذي سيدفعه سيكون أكبر.
وأضاف: في الوقت الراهن يبدو هذا الخيار معقولا، لكنه ينطوي على على مشكلة واحدة: من غير الواضح إذا ما كانت حماس ستوافق على ذلك، فقد تواصل إطلاق القذائف حتى لو انسحبت قوات الجيش، وتحاول جر “إٍسرائيل” إلى حرب استنزاف، إضافة إلى ذلك فإن هذا الخيار لن يحل شيئا، وحماس ستعود لبناء الأنفاق والتسلح بالقذائف الصاروخية طويلة المدى والتي يمكنها أن تجبي ثمنا باهظا من “إسرائيل” في المواجهة القادمة.
وتابع: قد يخرج هذا القرار إلى حيز التنفيذ في الأيام القريبة، ويترافق مع إعلان حول هدنة إنسانية، فبعد استنفاد العمليات في الأنفاق، ربما خلال يومين أو ثلاثة يعلن الجيش إنتهاء العملية البرية، وعشية عيد الفطر الذي يبدأ يوم الأثنين تعلن عن هدنة إنسانية، لكن هل يمكن أن تعود حماس بعد عدة أيام من التهدئة إلى مواصلة الإطلاق؟ الجواب هو نعم، لكن ذلك لن يكون سهلا بالنسبة لها”.
شاهد أيضاً
في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)
قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …