خمس سنوات على الرحيل

تحيي مؤسسات المرجع السيد محمد حسين فضل الله، غداً، الذكرى السنوية الخامسة لرحيله من خلال العمل على تجديد الافكار والطروحات التي تبنّاها في مسيرته الاسلامية وخصوصاً عبر الدعوة الى تبني خيار الحوار والاعتدال في مواجهة العنف والتعصب والغلو والتكفير الذي ينتشر اليوم في العالم العربي والاسلامي.وقد قرر المشرفون على مؤسسات السيد فضل الله هذا العام الاستغناء عن اقامة احتفال شعبي حاشد بسبب الاوضاع الأمنية، والاكتفاء باحتفال رمزي بعد صلاة الجمعة عبر قراءة سورة الفاتحة على ضريحه في «مسجد الإمامين الحسنين» في حارة حريك.

ويتمّ التحضير لإقامة مؤتمر فكري تشارك فيه شخصيات لبنانية وعربية واسلامية في نهاية شهر تموز الحالي تحت عنوان: «أنسنة الدين في فكر المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله». وسيتضمن المؤتمر محاور عدة وأبحاث حول المشروع الإنساني في فكر السيد فضل الله، كحدود استخدام القوة في الإسلام وأنسنة التشريع الإسلامي والأبعاد الانسانية في الفكر السياسي للسيد فضل الله والمرأة – الانسان عند فضل الله، بالإضافة إلى العمل الاجتماعي وتجربة العمل المؤسساتي التي أطلقها السيّد.

وبعد مرور خمس سنوات على رحيل السيّد، نجح المشرفون على مؤسساته وعلى رأسهم نجله العلّامة السيّد علي فضل الله في رعاية المؤسسات التي أقامها والعمل لتطويرها وتأمين استمرارية عملها في خدمة المشروع الذي دعا إليه السيد من اجل خدمة الانسان وتحصين الاسلام من الانغلاق والتخلف والغلو والعنف والتعصب.

وقد عمد السيد علي إلى مأسسة المشروع الفكري والحواري الذي تبنّاه المرجع فضل الله بإطلاق «ملتقى الاديان والثقافات للتنمية والحوار»، الذي يضمّ حوالي ثلاثمئة شخصية فكرية وسياسية من لبنان والعالم العربي ومن كافة التيارات الفكرية والسياسية ومن مختلف الأديان والطوائف والمذاهب.

وقد نجح «الملتقى» من خلال النشاطات والمشاريع التي أقامها حتى الآن في تعزيز ما يمكن وصفه بالتيار الوسطي الفكري والسياسي في لبنان والعالم العربي. كما أنّه يلتقي العديد من المؤسسات الحوارية والفكريّة الناشطة في مواجهة العنف القائم ومن أجل العمل لتعزيز ثقافة المواطنة والحوار وقبول الآخر ورفض ثقافة العنف والإلغاء والإقصاء.

وخلال الأشهر الماضية، أطلق «الملتقى» وثيقة السلم الأهلي والحوار من خلال مؤتمر موسّع قي «الاونيسكو» وبمشاركة حوالي 250 مؤسسة وشخصية فكرية وتربوية ومدنية واجتماعية، ويتم حالياً متابعة الاتصالات والحوارات واللقاءات لترجمة هذه الوثيقة إلى نشاطات عملية وتعميمها في كل المناطق اللبنانية ونحو العالم العربي والاسلامي.

وإذا كانت الظروف الأمنية قد حالت دون القيام باحتفال شعبي واسع لاحياء الذكرى السنوية الخامسة لرحيل المرجع فضل الله، فإن استمرارية المؤسسات التي اقامها وتطويرها وتحويل افكاره الى تيار فكري وسياسي وشعبي ناشط يشكّل التعبير الاهم على حضوره المستمر بين احبائه ومريديه والذين عاشوا أفكاره ومشروعه الاسلامي الوسطي والمقاوم.

قاسم قصير

السفير

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …