الموسوي : الحوار مع المستقبل ليس بين طائفتين بل بين توجهين سياسيين ولا يغيب احدا
الأربعاء 24 كانون الأول 2014 الساعة 09:03
وطنية – برعاية عضو “كتلة الوفاء للمقاومة” النائب السيد نواف الموسوي وبمناسبة الأعياد المجيدة المكللة بالولادة المباركة لنبي الله عيسى المسيح (عليه السلام) أقام حزب الله مأدبة غداء تكريمية على شرف الفعاليات المسيحية في منطقة الجنوب في حديقة إيران في بلدة مارون الراس الجنوبية، حضرها راعي أبرشية صور المارونية المطران شكر الله نبيل الحاج، متروبوليت صور للروم الكاثوليك المطران ميخائيل أبرص، الأب فيليب حبيب العقلة ممثلا راعي أبرشية صيدا وصور ومرجعيون للروم الأرثوذكس المطران الياس الكفوري، قائد لواء المشاة الخامس العميد الركن شربل أبو خليل، نائب رئيس جمعية كاريتاس ملحم الطويل، نائب رئيس إتحاد بلديات بنت جبيل المهندس عفيف بزي، إلى جانب عدد من علماء الدين من مختلف الطوائف الدينية وفعاليات وشخصيات بلدية واختيارية وثقافية واجتماعية وأدبية وحشد من المدعوين.
وكانت مناسبة ألقى خلالها النائب الموسوي كلمة جاء فيها :”إننا فخورون اليوم لأننا نحاول من موقعنا تقديم نموذج مختلف للعيش بين أتباع أديان مختلفة، فنعيش على قاعدة العدل والمساواة، ونسبق بذلك امما تقدمت علينا في التقنيات وأخرى غرقت مجدداً في جاهليتها.إننا مدعوون اليوم أكثر من أي يوم آخر للدفاع عن الدين الإلهي أياً كان هذا الدين، لأن ثمة مجرمين ومعتدين يحاولون تصويره على أنه دين للقتل والذبح والتهجير والتدمير، ولكنه في الحقيقة هو دين المحبة المسيحية والرحمة النبوية المحمدية، وهو خشبة خلاص نحمله إلى العالم، لا خشبة تلقى في موقد يجري عليه شيّ الشعوب والأمم”.
اضاف :”إننا مدعوون اليوم في لبنان إلى رفع غائلة التطرف التي تفتك بمشرقنا، وإلى الدفاع عن حقيقة هذا الدين الذي يشوهه من هجر المسيحيين في سوريا والعراق ومن يسبي الآخر المختلف معه بدلا من أن يقدم نموذجا للعيش معه.إننا سنعمل جاهدين للقفز فوق الخلافات السياسية انطلاقا من الحرص على طبيعة الرحمة والمحبة التي يتسم بها الدين الإلهي من أجل بقاء لبنان سدا منيعا في مواجهة التطرف والإرهاب التكفيري، وسنكون صفا واحدا في مواجهة العدوان الصهيوني الذي يمثّل تكفيراً من ناحية أنه لا يقبل إلا إقامة دولة على أساس الدين أو العرق الواحد”.
وتابع :”إن لبنان يشكل نقيضا وجوديا للكيان الصهيوني والتكفيري، وأن مسؤوليتنا جميعا هي الحفاظ على هذا الوطن، ولذلك كان سبيلنا الحوار مع الذين نختلف معهم، فقد تحاورنا في الماضي ووصلنا إلى تفاهم نموذجي مع شركائنا في التيار الوطني الحر، ولا زلنا نعتز به ونرى فيه طريقا يمكن أن تسير عبره القوى السياسية المختلفة.إننا نخوض اليوم حوارا مع حزب المستقبل، فهو ليس حوار بين طائفتين يختزلان الطوائف الأخرى، بل هو حوار بين حزبين واتجاهين سياسيين لا يختزلان الأحزاب والإتجاهات الأخرى، وهو لا يطمح إلى اختزال طائفة في جهة أو حزب أو اختزال تمثيل طائفة أخرى لحزب آخر أو لجهة أخرى، بل إنما هو يأتي في إطار محاولة لتحصين بلدنا في مواجهة التحديات وفي طليعتها الإرهاب التكفيري مع ما يرافقه من تعبئة وتحريض طائفي ومذهبي، وهو يطمح أيضا لسد الثغرات التي يمكن أن ينفذ من خلالها العدو الصهيوني للاعتداء على الثروات اللبنانية بالإضافة إلى اعتدائه على السيادة اللبنانية”.
وقال :”إن حوارنا هذا لا يغيب أطرافا ولا طوائف أخرى، ونحن بدورنا سنكون فيه أوفياء لحلفائنا على اختلافهم، ونأمل في أن يكون تعزيزا لهم، ونحن لا نغيب اتجاهات أخرى بل ستكون حاضرة لأنها المعنية الأولى بتقرير شأنٍ يعود إليها شأن التقرير فيه. إننا نريد لهذا الحوار الذي نتعامل معه بجدية أن يتوصل إذا أمكن إلى تفاهمات تفتح الطريق إلى تفاهم وطني لبناني جامع نشترك فيه جميعا في الحوار والتوافق، وأقل الإيمان أن يحاول هذا الحوار تنظيم الإختلافات حتى لا تطغى على ركائز الوحدة الوطنية اللبنانية.إننا نشجع أي حوار آخر يمكن أن ينطلق بين القوى السياسية، ونمنح حلفائنا الثقة في أي حوار يشرعون في إقامته، فالثقة بيننا وبين حلفائنا قائمة على صخرة راسخة ومبادئ ثابتة، لأننا عندما نحاور نقوى نحن وهم، وعندما يحاورون نقوى نحن وهم، وعندما نتفق يقوى لبنان واللبنانيون جميعا”.
بدوره راعي أبرشية صور المارونية المطران شكر الله نبيل الحاج وفي كلمة له بالمناسبة قدم التهاني بالعيد المجيد للحاضرين، وتوجه فيها لحزب الله بالشكر على هذه الدعوة والمبادرة الطيبة التي يقوم بها في كل عام والتي تصب في مصلحة الوحدة والتلاقي والتفاهم والمحبة بين اللبنانيين، مؤكدا “أننا أهل وأخوة فيما بيننا وهذا ما جاء ليؤكده هذا العيد”.
وقال :”إن لقاءنا هذا هو لتجسيد الوحدة بين الجنوبيين مسلمين ومسيحيين، إذ أن الميلاد بالعمق هو دعوة إلى التفاهم والإلفة، حيث أن السيد المسيح قد دخل تاريخ البشرية من باب المساواة بأخوته البشر فأيقظ في أنفسنا العطش الحقيقي المتلهف نحو التآخي، وهذا الأمر إنما هو عودة إلى الوحدة عبر المحبة والرحمة، فكل البشر مدعوون إلى أخوة حقة فيما بينهم لأن الاخر ولو كان مختلفا عنا إلا أنه بالنهاية أخ لنا نستقوي به وليس خصما أو عدوا نستقوي عليه”، مؤكدا أنه “ما من إرادة لدى اللبنانيين فوق إرادة الحوار والوفاق، وليس فوق المحبة بينهم من فوق، فباللقاء وبالحوار والوفاق والوحدة وقبول الآخر المختلف يعيش الأخوة ويولد الإطمئنان بينهم، وبالثقة تعمر القلوب، وعندها يحل السلام من عند الله ويطيب العيش في لبنان لتعمّ فرحة العيد للجميع على شرط عدم نسيان الفقراء وعائلات الشهداء”.
بدوره الأب فيليب حبيب العقلة ألقى كلمة باسم راعي أبرشية صيدا وصور ومرجعيون للروم الأرثوذكس المطران الياس الكفوري أكد فيها “أن الأمة الإسلامية كانت ولا تزال مع المستضعفين بوجه الطغاة والمستكبرين، وهي ليست مع المسلمين ضد غيرهم كما يحاول البعض أن يقول، ولذلك علينا كأمة مسيحية في ظل ما يحصل من شرور في هذه الأيام أن نعلم أن من يختار طريق الحق عليه أن يقبل بالتضحية بكل مفاعيلها لكي يكون مع الحق دائماً ويكون الله معه لكي يظهر العدل في النهاية من أجل المستضعفين والمساكين والفقراء وليس من أجل الظالم والكاذب والسافك للدماء”.
وختام الكلمات كان مع متروبوليت صور للروم الكاثوليك المطران ميخائيل أبرص الذي تمنّى للجميع دوام الأفراح الميلادية، وحلول عام مليء بالنجاح والإزدهار والسعادة، كما تمنّى للبنان الإستقرار والسلام والتقدم لجميع أبنائه.
وقال :”إننا نعيش اليوم في محنة قوية، فوضع البلد سائب دون رئيس للجمهورية، وهناك عسكريون مخطوفون والإرهاب على الحدود وأكثر من مليون ونصف سوري لاجئ على أرضنا واقتصادنا في وضع حرج، وهناك دول برمتها تترصدنا وتدعم التطرف والتعصب لتؤجج نار الفتنة بين الأديان وبين المذاهب”، لافتا إلى أنه “وبالرغم من كل المشاكل والصعوبات والتوترات الحاصلة في هذا البلد يبقى لبنان من أفضل الدول العربية من ناحية الجمال الطبيعي والحرية والإنفتاح على اللآخر والعيش بعزة وشهامة”.
وختم :”إن دورنا اليوم هو دعم المؤسسة العسكرية بكل ما نملك من قوة لأنها المؤسسة الوحيدة الصامدة التي لا زالت تدافع عن لبنان الواحد، وقد صمدت ولا زالت تجاه الذين حاولوا تشجيع الإنقسام الطائفي فيها وفي وجه كل المؤامرات التي حاكت ببلدنا”.
=====================================