حالت العناية الإلهية دون توقّف قلب أم عن الخفقان وإنهاء حياتها على يد فلذة كبدها الذي انقضّ عليها في فراشها وأشبع سكينه الحادة من دمائها بعدما نهشت جسدها النحيل بتسع طعنات وهي تغط في سباتها العميق.
كانت الغرزة الأولى التي اخترقت جسد الأم “ج.ح” كفيلة بأن تقلب أحلامها إلى كابوس إذ استفاقت مذعورة لتتضاعف جراحها وهي تجد نفسها ضحية ولدها “ع.ص” المنقض عليها كوحش كاسر.. طبعاً لم تمتلك الوالدة الضحية قوة بدنية تمكنها من الدفاع عن نفسها، لكنّ صرخات استغاثتها أيقظت أفراد العائلة الذين صعقوا بمشهد أمّ غارقة في دمائها وولدها العازم على إنجاز آخر فصول جريمته.
إرادة رب الأسرة في إنقاذ زوجته كانت أقوى من رغبة الإستسلام إلى موت شبه محتّم، إذ سارع إلى وقف مشروع ولده الإجرامي وانتزاع السكين من يده ونقل زوجته ألى أقرب مستشفى في منطقة الشويفات حيث لازمتها لأيام لتلقي العلاج وتضميد جراحها العميقة .
لم تتأخر القوى الأمنية في توقيف الجاني الذي اعترف بشروعه في قتل والدته عازياً فعلته إلى الضغوط التي يواجهها من كثرة واجباته المدرسية، ومعاناته من حالة مرضية تجعله يسمع أصواتاً تأمره بارتكاب أفعال معينة لا يمكنه مقاومتها. واعترف صراحة بأنّ الأوامر أتته بقتل والديه معاً لكن صراخ الأم حال دون اتمامه الجريمة المزدوجة.
ولدى معاينة الجاني من قبل طبيبة متخصصة في الأمراض النفسية، تبين أنّه “يعاني من حالة نفسية مضطربة وهلوسات سمعية وشعور متقلب وعوارض اكتئاب وهذيان وهو بحاجة لعلاج نفسي ومتابعة طبية نفسية خارج إطار السجن تجنبا لتفاقم حالته العقلية والنفسية”.
وقائع هذه الجريمة أوردها القرار الظني الصادر عن قاضي التحقيق في جبل لبنان محمد بدران، والذي أكّد في حيثياته أنّ المدعى عليه قد أقدم على محاولة قتل والدته عمداً بسكين، لكنّه لم يتمكن من إنجاز كامل جريمته لأسباب خارجة عن إرادته، واعتبر أنّ ما أقدم عليه ينطبق على جناية محاولة القتل قصداً وفقاً للمادة 547/202 من قانون العقوبات التي تنص على عقوبة الأشغال الشاقة المؤقتة حتى 10 سنوات وأحاله أمام محكمة الجنايات للمحاكمة.
(“لبنان24”)
الوسوممباشر
شاهد أيضاً
في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)
قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …