بعد الجدل المثار حول نقل «تلفزيون لبنان» مقابلة الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله مع «الإخباريّة السوريّة» قبل يومين، خرج رئيس مجلس إدارة التلفزيون طلال المقدسي عن صمته، ليؤكّد أنّ الشاشة الحكوميّة نقلت المقابلة عن «المنار»، وليس عن شاشة «الإخباريّة السوريّة». وأضاف إنّ التلفزيون «ينفذ قوانين الدولة اللبنانيّة في ما يتعلّق بسياسة النأي بالنفس».
وقال المقدسي في تصريح نقلته وكالة الأنباء «المركزيّة» إنّ «تلفزيون لبنان» ليس مسؤولاً عمّا يصدر عن الذين ينقل مقابلاتهم، ولا يمكن أن يقبل بأي انتقاد للسعوديّة التي وقفت ولا تزال إلى جانب لبنان ولا لأي دولة عربية أخرى»، من دون أن يتطرّق إلى موقف وزير الإعلام رمزي جريج الذي اعتذر لسفير السعوديّة في لبنان علي عواض العسيري، عن بثّ التلفزيون للمقابلة. وأضاف المقدسي: «منذ ثلاثة أشهر اتُهمنا بأننا تلفزيون سعودي لأنَّنا نقلنا عن التلفزيون الرسمي السعودي مراسم الحداد على الملك عبد الله، فهل هذا يعني أنَّنا أصبحنا سعوديين؟ ومنذ ثلاثة أسابيع نقلنا شهادة الرئيس فؤاد السنيورة أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في لاهاي واتُهمنا بأننا ننتمي إلى قوى «14 آذار» فهل أصبحنا كذلك»؟ وتابع «من واجب كلّ وسيلة إعلاميّة نقل مقابلة السيد نصرالله، لما لها من وقع على الواقع اللبناني».
من جهته، أسف الرئيس سعد الحريري لتوريط المنابر اللبنانيّة الرسميّة، في «شرك العداء للأشقاء العرب». وقال في بيان صدر عن مكتبه الإعلامي: «لم يكن ينقص لبنان سوى إقحام «تلفزيون لبنان» في حلقة الملاكمة الإعلاميّة والسياسيّة، واستدراجه إلى فخّ المشاركة في حلقة الشتائم ضدّ السعوديّة التي خصّصتها الإخباريّة السوريّة قبل يومين خلال المقابلة مع الأمين العام لـ «حزب الله».
في المقابل، أدلى مسؤول العلاقات الإعلامية في «حزب الله» محمد عفيف بتصريح قال فيه إنّ «ما قام به «تلفزيون لبنان» مشكوراً ليس إلا خطوة صغيرة على الطريق الصحيح كي يكون وسيلة إعلام متوازنة». وأضاف «إن «تلفزيون لبنان» لم يقم بسابقة في تاريخه المهني عبر عرض المقابلة مع نصرالله، إذ سبق أن «عرض مقابلات لشخصيات أخرى مع وسائل إعلام متنوعة، ومن بينها مقابلة الرئيس سعد الحريري مع قناة «سي أن أن» ومع قناة «المستقبل». وأشار إلى أنّ الادِّعاء بأنّ «تلفزيون لبنان» قام بالتنسيق مع «الإخبارية السوريّة» بما يخالف «سياسة النأي بالنفس المدّعاة ليس إلا كذباً محضاً وتبريراً واهياً»، بحسب تعبيره، مؤكّداً أنّ التلفزيون الحكومي قام بالتنسيق مع تلفزيون «المنار» الذي وزّع التردّدات مجاناً على الجميع. وختم: «إنّ السعودية تقود عبر سفارتها في بيروت حملة من التهويل والتهديد والترغيب والضغط على الحكومة اللبنانية وعلى الإعلام اللبناني، وهي حملة مرفوضة ومدانة، وإن ثقتنا كبيرة أن هذا الإعلام العصي على التدجين سيصمد في وجه الإغراء والإفساد المالي المنظّم، والتهديد القبيح».
شاهد أيضاً
في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)
قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …