أراد أخي كيرو ذو السبع سنوات أن يُفاجئ والدتي وصنع لها خاتمًا بنفسه وكان يريد أن يأخذ مقاس إصبعها فذهب إليها وهي في المطبخ منهمكة في الطبخ وقال لها: “هل يمكن أن آخذ ثانيتين من وقتكِ؟” فصرخت بوجهه وأخرجته من المطبخ لأنها كانت منشغلة جدا..
ذهبتُ إليه لأُراضيه فوجدته يبكي فسألته عن الشيء الذي كان يريده من أمي وسأنجزه مكانها، فقال لي “كنت أريد أن أمنحها هذه الهدية”. مسحت دموعه وقبلته ثم ذهبت وأقنعتها أن تترك لي المطبخ وتذهب إليه.
بعد دقائق وجدت كيرو يحضنني ويشكرني لأنني أرسلت أمي إلى غرفته.
حرصي كبير على أن يمضي كيرو طفولته بدون أي كبت أو تشوه نفسي، أخاف جدا أن تتعب نفسيته ويتعرض لنفس الذي تعرضت له فيكبر ويجد نفسه مثلي مليئا بالإضطرابات التي ستمنعه من تكوين علاقات وتقف عائقا أمام نجاحه في حياته وسعادته، وبالتالي ما يُفسده أهلي رغمًا عنهم أصلحه أنا.
مهما كان الأذى الذي يتعرض له الطفل بسيطًا فمن الصعب نسيانه مهما مرّت السنين، وبالتالي قبل أن يقوم عقله بتخزين أي ذكرى سيئة يجب أن نحرص على تغييرها بأخرى سعيدة ليتلاشى الألم.
✏️ Aghapy Sameh.