تراث خارجي وإستثناء داخلي يولد الرئيس

منذ ما سمي فجر إستقلال في لبنان، يجتمع نواب الأمة وينتخبون رئيساً في مسرحية ديمقراطية. ظاهر الأمر كان دائماً في أن ممثلي الشعب هم من يوصل لبنانيا إلى كرسي رئاستهم، أما المضمون فكان دائماً أيضاً في يد القوى الخارجية. كان رئيس لبنان دائماً نتاجاً لميزان القوى الإقليمي والدولي.

ومع أن إتفاق الطائف قلص من صلاحيات الرئيس فيه إلا أن واقع الأمر يجعل من شاغل الكرسي حاكما رمزياً أعلى ونقطة تواصل أساسية بين لبنان والعالم. من هنا حافظت إنتخابات الرئاسة على أهميتها وأبقتها موضع تركيز من الأطراف المعنية بوطن الأرز.

لعل الجانب التراثي في الموضوع والمتمثل بالجانب الخارجي معروف للجميع ولا يحتاج إلى مزيد من التحليل.

الإستثناء في إنتخابات ٢٠١٤ هو الوجود الفعلي والثابت في لبنان للاعب بات أكبر من لبنان قوة وحجماً وتأثيراً ووجودا. اللاعب اللبناني بأوجهه الجديدة هو قوة عسكرية هزمت ثالث أكبر جيش في العالم مدعوماً بدولة العالم الأولى وخلق معها توازن رعب. هذا اللاعب مرن في الداخل بين القدرة على التلاشي عند الحاجة والإطباق الكامل على هذا البلد إذا ما دعت الحنكة والحاجة إلى ذلك أيضا. هو هذا اللاعب الذي خرج من لبنان وشكل داعماً وسندا ورافعة لأكبر وأعتى جيش عربي. هو هذا اللاعب الذي إنقض وبكل شجاعة وجرأة على فزاعة الطائفية والمذهبية فاستأصل الكثير من أطرافها وأوشك أن يضرب عنقها!

هو هذا اللاعب الذي يقف في ساحة الإنتخابات الرئاسية. يحمل كل ما أوتي من قدرات. يتبختر يمنة ويسرى ويلحظ ما يقوم به الآخرون. هذا اللاعب الذي يجيد اللعب الهادئ والتحضير الرصين والإنقضاض ساعة إكتمال عناصر خطته لن يترك إنتخابات الرئاسة تفلت من يده.

الأيام والأسابيع المقبلة ستشهد المزيد من الفقاقيع التي سترمى في وجهه لإستفزازه كفقاعة جعجع. إلا أن الأكيد أن الإنتخابات لن تتم إلا بما يكفل خروجه منتصراً في زمن إنتصاراته. وإلا فإنها لن تكون!

نضال
bintjubayl.com

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …